النبي -صلى الله عليه وسلم- وينحله بعض العرب"1. ولم يكن بشير أول من فعل ذلك بالطبع من العرب، فهناك غيره ممن سبقه وممن عاش في أيامه صنعوا صنيعه في نحل الشعر وإضافته إلى الشعراء لمآرب مختلفة. ويظهر من الشعر المتقدم المنسوب إلى الأعشى، أنه قد اتهم بانتحال الشعر، بأخذ شعر غيره وادعائه لنفسه، فنفى عنه تلك التهمة.
ويروى أن النعمان بن المنذر، كان يرى به هذا الرأي، فقد ذكروا أنه قال له: "لعلك تستعين على شعرك هذا؟ فقال له الأعشى: احبسني في بيت حتى أقول، فحبسه في بيت، فقال قصيدته التي أولها:
أأزمعت من آل ليلى ابتكارا ... وشطَّت على ذي هوى أن تزارا
ثم ذكر فيها البيتين المتقدمين2. وورد أن الذي قال له ذلك، هو قيس بن معد يكرب الكندي3.
وكان السطو على الشعر، معروفًا في الجاهلية كما كان معروفًا في الإسلام.
قال الفرزدق:
إذا ما قلت قافية شرودًا ... تنحلها ابن حمراء العجان
وقال ابن هرمة:
ولم أتنحل الأشعار فيها ... ولم تعجزني المدح الجياد4
يقال تنحل الشاعر قصيدة، إذا نسبها إلى نفسه، وهي من قبل غيره.
قال يزيد بن الحكم:
ومسترق القصائد والمضاهي ... سواء عند علام الرجال5.