وعظام حيوانات يظهر أنها دفنت وهي حية مع أصحابها وفق العقائد الدينية التي كانوا يدينون بها, وعثر على مصوغات من الذهب وعلى خرز وأحجار زينة, غير أن هذه الأشياء لم تعطِ الباحثين حتى الآن فكرة يقينية عن تأريخها وعن أيام أصحابها. والرأي الشائع بين الذين عنوا بدراستها وفحصها أنها مقابر "فينيقية"؛ لأن البحرين كانت الموطن القديم للفينيقيين1، وإن لم يصدر حتى الآن رأي جازم في هذا الشأن.
وقد عثر كما ذكر "ولسن" "wilson" في مقبرة من هذه المقابر على حجر أسود مكتوب بكتابة تشابه الكتابات المسمارية2.
ويستشهد العلماء الذين يذهبون إلى أن تلك المقابر هي مقابر "فينيقية"، وأن سكان البحرين هم فينيقيون، بما ذكره "سترابون" من أن في جزيرتي "Tylus" "Tyrus" و"صلى الله عليه وسلمradus"، مقابر تشابه مقابر الفينيقيين، وأن سكان الجزيرة يرون أن أسماء جزائرهم ومدنهم هي أسماء فينيقية3.
وقد قامت بعثة آثارية دانماركية بالبحث عن الآثار في البحرين، وقد نبشت الأرض في ثلاثة مواضع لاستنطاقها والاستفسار منها عن ماضيها القديم. وقد تأكدت البعثة من أن الأماكن التي نقبت فيها تعود إلى مستوطنات العصر البرونزي, وكان في جملة ما عثرت عليه تمثالان صغران لثورين، وفخار، وأشياء أخرى.
وقد عثر المنقبون على آثار معابد في مواضع من جزر البحرين، تبين من فحصها أنها خربت مرارًا، وأن الأيدي لعبت بها، وقد انتزعت أحجارها للاستفادة منها في تحويلها إلى أبنية جديدة. وفي جملة ما عثر عليه في أنقاضها بعض التماثيل وبعض الأحجار المثقوبة، وكانت مذابح تذبح عليها القرابين، فتسيل دماؤها من هذه الثقوب إلى حفرة تتجمع فيها الدماء. وقد تبين أن هذه المعابد، هي من معابد العصر النحاسي والعصر البرونزي، وأن تأريخ بعضها يعود إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد4.