الشاعر الخنذيذ، هو الذي يجمع إلى جودة شعره رواية الجيد من شعر غيره، والمفلق، هو الذي لا رواية له، إلى أنه مجود كالخنذيذ في شعره، وقيل: هو الذي يأتي في شعره بالفلق، وهو العجب. ثم يليه الشاعر فقط، وعرفوا الشاعر، أنه الذي لم ينعته علماء الشعر بنعت من هذه النعوت ومن كان فوق الرديء بدرجة. وأما الشعرور، فهو لا شيء، والشويعر، هو من كان دون الشاعر في الشعر1. ويذكرون أن الشعراء أربعة. ذكروا في شعر ينسبه بعضهم إلى الحطيئة، هو:

الشعراء فاعلمن أربعة ... فشاعر لا يرتجى لمنفعةْ

وشاعر ينشد وسط المعمعةْ ... وشاعر آخر لا يجرى معه

وشاعر يقال خمر في دعه

وقالوا: رابع الشعراء، إزدراء وتحقيرًا:

يا رابع الشعراء كيف هجوتني ... وزعمت أني مفحم لا أنطق2

وقسم بعض العلماء الشعراء: ثلاث طبقات: شاعر، وشويعر، وشعرور3.

ورووا: أن امرأ القيس بن حجر أطلق لفظة "الشويعر" على "محمد بن حمران بن أبي حمران"، وهو ممن سمي محمدًا في الجاهلية، وهو شاعر قديم، فقال فيه:

أبلغا عني الشويعر أني ... عمد عين نكبتهن حزيما

فسمى بهذا البيت الشويعر4.

قال "الجاحظ": "والشعراء عندهم أربع طبقات. فأولهم: الفحل الخنذيذ. والخنذيذ هو التام. قال الأصمعي: قال رؤبة: الفحولة هم الرواة. ودون الفحل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015