وكان ناسئًا، ينسئ الشهور، وقيل: إنه أول من نسأها. وكان يخطب في الموسم1، و"أبو سيّارة العدواني"، واسمه "عميلة بن خالد الأعزل"2، و"الحارث بن ذبيان بن لجأ بن منهب اليماني"3.

وفي الملمات والأوقات العصيبة وفي الوفدات على الملوك يُختار خيرة الخطباء المتكلمين المعروفين بأصالة الرأي وبسرعة البديهة والجواب، ليبيضوا الأوجه، ويؤدوا المهمة على أحسن وجه. ولما قدم النعمان بن المنذر الحيرة، بعد زيارته لكسرى، وتفاخره عنده بقومه العرب، وفي نفسه ما فيها مما سمع من كسرى من تنقص العر وتهجين أمرهم، بعث إلى أكثم بن صيفي وحاجب بن زرارة التميميين، وإلى الحارث بن عباد "الحارث بن ظالم"، وقيس بن مسعود البكريين، وإلى خالد بن جعفر وعلقمة بن علاثة، وعامر بن الطفيل العامريين، وإلى عمرو بن الشريد السلمي، وعمرو بن معد يكرب الزبيدي، والحارث بن ظالم المريّ، وهم خيرة من عرفهم في أيامه بالأصالة في الرأي وبقوة البيان، وطلب منهم الذهاب إلى كسرى والتكلم معه، ليعرف عقل العرب وصفاء ذهنها. فذهبوا وتكلموا، فأعجب بهم، وقدرهم حق تقدير4.

وذكر عن حاجب بن زرارة: أنه وفد على كسرى لما منع تميمًا من ريف العراق، فاستأذن عليه، وتحدث معه، فأرضاه، وأذن عندئذ لتميم أن يدخلوا الريف. وقد وفد ابنه عُطارد على كسرى أيضًا بعد وفاة والده5.

وأدرك "الربيع بن ضبيع الفزاري" الإسلام كذلك، ويذكر أهل الأخبار أنه أدرك أيام عبد الملك بن مروان6. وإذا كان هذا صحيحًا، فيجب أن يكون قد عاش معظم أيامه في الإسلام. أما في الجاهلية، فقد كان طفلًا، أو شابًّا، وإن ذكر أهل الأخبار أنه كان من المعمرين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015