ولفظة "مكس"، هي أيضًا من الألفاظ المعربة، عربت من أصل "مكسو" Makso في لغة بني إرم1.
و"الدانق" نقد أخذت تسميته من الفارسية، من "دانك"2. وقد بقي مستعملًا في الإسلام. وقد عرف الخليفة "أبو جعفر المنصور" بـ "الدوانيقي" نسبة إلى هذا النقد.
وأما "الفلس" وتجمع على "فلوس"، فإنه نقد من نحاس، وأصله في اليونانية "فولس"3 follis. وقد عبر عنه بمعنى نقود أيضًا، فقيل في العامية: "فلوس"، وقصد بها نقود.
ومن المعربات المستعملة في تقويم النقد وفصحة، لفظة "شقل" بمعنى الوزن4، أي: وزن النقد لمعرفة مقدار معدنه المؤلف منه. ولفظة "قسطار"، ومعناها ناقد الدراهم، أي: الناقد الماهر العارف بالنقد، من أصل لاتيني هو5 quaestor.
وتظهر هذه المعربات أن أهل الحجاز ونجد والعرب الشماليين كانوا قد استعملوا النقد البيزنطي والساساني في أسواقهم وفي تجارتهم، وكانوا عالة على الأعاجم في استعمال النقد. وذلك مما يدل على أن تعاملهم التجاري مع الإنبراطوريتين كان وثيقًا. وقد بقيت هذه النقود الأعجمية مستعملة في الإسلام كذلك، وبقيت أسماؤها حية حتى بعد تعريب النقد، ولا يزال اسم الدينار والدرهم والفلس إلى هذا اليوم.
أما العرب الجنوبيون، فكان لهم نقد خاص بهم. تحدثت عنه في الجزء الثامن من كتابي: تأريخ العرب قبل الإسلام. وقد ذكرت أن بعض العلماء رجع تأريخ أقدم نقد عربي جنوبي عثر عليه سنة "400" قبل الميلاد6. ويظهر أن أهل الحجاز لم يتعاملوا به كثيرًا، بدليل عدم وجود ذكر له في المؤلفات الإسلامية، وفي الأخبار الواردة عن أيام الرسول. وقد ذكرت أن أسماء تلك النقود أسماء