ويظهر من وصف "جيرالد دي كوري" "Gerald de Gaury" و"فلبي" لمقابر الخرج أنها كثيرة العدد، وأنها في مواضع متعددة من هذه الإيالة عند "فرزان" و"السلمية" و"الدلم"، وهي متفاوتة الأحجام والارتفاع1.

ولم يتمكن "دي كوري" من تعيين تأريخها، ولا يمكن التثبت من ذلك بالطبع إلا بعد القيام بحفريات دقيقة وفحوص للعظام ولمحتويات القبور لمعرفة مكانها في التأريخ.

وقد وجد أن أبواب مقابر البحرين قد وضعت في الجهة الغربية، مما يبعث على الظن على أن لهذا الوضع صلة بدين القوم الذين تعود إليهم تلك المقابر. وقد وجد أن المواد والأدوات التي عثر عليها في هذه المقابر تشبه المواد والأدوات التي عثر عليها في المقابر الأخرى التي عثر عليها في المواضع المذكورة من جزيرة العرب. ويظن بعض الباحثين أن أصحاب هذه المقابر كانوا يقيمون في الجهة المقابلة لجزيرة البحرين من الجزيرة، أي: على ساحل الخليج، وكانوا قد اتخذوا الجزيرة مقبرة لهم، فينقلون إليها موتاهم لدفنهم هناك. ومنهم من يرى أن تلك المقابر هي مقابر رؤساء الفينيقيين وأشرافهم الذين كانوا يقطنون البحرين، وأن عهد تلك المقابر يرجع إلى ما بين 3000-1500 سنة قبل الميلاد2.

وقد عثرت البعثة الدانماركية في سنة "1959م" في البحرين جنوب طريق "البديع" على أربع مقابر, تبين من فحصها أنها ترجع إلى العصور الحجرية3. وعثر السياح على تلال في مواضع متعددة من عمان وقطر، تبين أنها مقابر لعهود سبقت الميلاد.

وليست لدينا الآن دراسة علمية شاملة عن هذه المقابر: مقابر البحرين، ومقابر المواضع المذكورة من جزيرة العرب، إلا أن آراء من زاروها ورأوها تكاد تتفق في القول بوجود ترابط في الزمن فيما بينها، ويرجعون أيامها إلى عصر الـ"Chalcolithic" أو إلى العصر البرونزي. ومنهم من يرى أنها من العصر البرونزي المتأخر4، ويرى أن المقابر المقامة على المرتفعات هي مقابر جماعة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015