في ما شاء الله مشا الله1. والطمطمانية تعرض في لغة حمير، كقولهم طابم هوا، أي: طاب الهواء2. "وطمطمانية حمير بالضم ما في لغتها من الكلمات المنكرة، تشبيهًا لها بكلام العجم. وفي صفة قريش ليس فيهم طمطمانية حمير، أي: الألفاظ المنكرة المشبهة بكلام العجم"3. وذكر أن الطمطمانية كانت أيضًا عند بعض عشائر طيء، "وهي إبدال لام التعريف ميمًا. فيقولون في السهم والبر والصيام: امسهم، وامبر، وامصيام، وهذا ليس إبدالًا، وإنما هي لهجة يمنية، إذ كانوا يُعرّفون بالألف والميم، ولعل في ذلك ما يدل على صحة ما ذهب إليه النسّابون من أن طيء قبيلة يمنية"4. ولكن حمير لا تعرف بالألف والميم، وإنما تعرف بـ"أن" "ن"، تضع هذه الأداة في آخر الكلمة التي يراد تعريفها ولهذا، أخطأ من ذهب إلى أن هذه الطمطمانية إبدالًا، أو "ليس إبدالًا، وإنما هي لهجة يمنية، إذ كانوا يعرفون بالألف والميم"5، لما ذكرته من أن التعريف يلحق في الحميرية أواخر الكلم، ولا يكون في أولها، ويكون بالأداة "ن" "أن"، لا بالألف واللام، كما هو الحال في عربيتنا، وأن التنكير عندهم يكون بإلحاق حرف "الميم" أواخر الألفاظ التي يراد تنكيرها، ولم يصل إلى علمي أن أحدًا من الباحثين عثر على نص جاهلي في العربية الجنوبية عرف بـ"ال" أداة التعريف في عربية القرآن الكريم.
ومن الشائع بين الناس، أن الرسول قال: "ليس ممبرم صيامم فم سفر"، أي: "ليس من البر الصيام في السفر" 6، وعندي أن هذا الحديث من الأحاديث الضعيفة أو المكذوبة، وقد وضع ليكون شاهدًا على "الطمطمانية" المذكورة، جاءوا به شاهدًا على تكلم الرسول بلسان حمير، ولكن لسان حمير لم يكن يعرّف الغير معرف بهذه الأداة من التعريف، وقد يكون لهجة من لهجات بعض القبائل على نحو ما نسب إلى بعض عشائر طيء، كما ذكرت ذلك قبل قليل.