على الذي جمعوه من أصول العربية، وتفصيلًا لكل شيء إلا التأريخ"1

"ومع أن الرواة قد وضعوا كتبًا كثيرة ومصنفات ممتعة في قبائل العرب ومنازلها وأنسابها وأسمائها واشتقاق الأسماء وألقابها ومدحها وأشعارها وفرسانها وأيامها، ونحو ذلك مما يرجع إلى التأريخ المتحدد، فلو أنهم اعتقدوا اللغات بسبب من ذلك ولم يعرفوها بالوصف الديني الثابت الذي لا يتغير في حقيقته، لأجروها مجرى غيرها من آثار التأريخ، ولكن ذلك الزمن قد طوي بأهله، ولحق فرعه بأصله، فبقي ذلك الخطأ التأريخي كأن صوابه من بعض التأريخ الذي هو حديثُ الغيب! "2.

ويستمر "الرافعي" في حديثه هذا، فيقول: "نقول هذا وقد قرأنا ما بين أيدينا من كتب الفهرست والتراجم والطبقات على كثرتها، وتبينا ما يسرد فيها من أسماء الكتب والأصناف، عسى أن نجد من آثار أحد الرواة أو العلماء ما يدل على وضع كتاب في تأريخ لهجات العرب وتمييز لغاتها على الوجه الذي أومأنا إليه، أو ما عسى أن نستدل به على أنهم كانوا يعتبرون ذلك اعتبارًا تأريخيًّا؛ ولكنّا خرجنا منها على حساب ما دخلنا فيها: صفر في صفر؛ ولم يزدنا تعدادُ أسماء الكتب علمًا بموت هذا العلم وأنه لا كتب له، للسبب الذي شرحناه من اعتبارهم أصالة العربية"3.

وفي كتاب "الفهرست" لابن النديم، وفي المؤلفات الأخرى أسماء كتب وضعها علماء اللغة في اللغات، من ذلك "كتاب اللغات" ليونس بن حبيب "183هـ" من علماء العربية، وكان أعلم الناس بتصاريف النحو4، و"كتاب اللغات" لأبي زيد الأنصاري "215هـ"5، و"كتاب اللغات" للأصمعي "213هـ"، "217هـ"6، و"كتاب اللغات" لابن دريد "321هـ"7، و"كتاب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015