"206" للهجرة، فله كتاب في هذا الموضوع، يسمى: كتاب الأضداد، كما أن له كتابًا مهمًّا في علل النحو، اسمه كتاب العلل في النحو، وله مؤلفات أخرى ذكرها "ابن النديم"1. ومنهم "الأصمعي"2، و"التوزي"، وهو "أبو محمد عبد الله بن محمد بن هارون" المتوفى سنة "240هـ"3، و"ابن السكيت"4، و"السجستاني"5، وابن الأنباري، أبو بكر محمد بن القاسم المتوفى سنة "328هـ"، صاحب مؤلف في الأضداد دعاه "ابن النديم" كتاب الأضداد في النحو. وهو ممن اشتغل بجمع دواوين من أشعار العرب الفحول6، وغيرهم.
وعد علماء اللغة القلب، والإدغام، والإبدال من خصائص العربية التي امتازت بها على اللغات الأخرى7. وهي أمور تحتاج إلى دراسة عميقة، لأن دراسة علماء اللغة لها، لم تنبعث عن دراسات علمية لبقية اللهجات، ثم إنها ملاحظات سطحية أخذت من أشخاص، وليس من دراسة لقبيلة كلها، إذ كان ذلك إذ ذاك أمرًا غير ميسور ولا ممكن. ولو درسنا الأمور المذكورة، نجد أنها حاصل لهجات، لا من تبديل شخص لحرف أو قلبه حرفًا أو ما شاكل ذلك، واتباع الناس بعد ذلك له.
ومما يلاحظ في هذه العربية هو كثرة ما فيها جموع التكسير. وقد نجد فيها لفظة واحدة، وقد جمعت في عدة جموع، وهو دليل في نظري على أنه من بقايا اللهجات. فلما شرع العلماء بالتدوين، وراجعوا الشعر والأخبار، والأعراب، وجدوا أمامهم جموعًا لكلمة واحدة، فسجلوها دون أن يشيروا إلى الجهة التي أخذوا الجمع منه، وإلى قبيلة الأعرابي الذي نطق لهم به، فظن أنها جموع هذه العربية، ولا يعقل أن تكون كل هذه الجموع حاصل لغة واحدة. وهي