لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} ، وقال: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} 1.

وقد تعرض علماء العربية لمعنى "العجم" والعرب، فقالوا: "العجم" خلاف العرب، والأعجم من لا يفصح ولا يبين كلامه وإن كان من العرب، ومن في لسانه عجمة وإن أفصح بالعربية، "وفي التنزيل: {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ} 2". وكل من لم يفصح بشيء فقد أعجمه، وأعجم الكتاب خلاف أعربه، أي: نقطه بالنقط، وورد في شعر قيل هو لرؤبة ويقال للحطيئة:

الشعر صعب وطويل سلمه ... إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه

زلت به إلى الحضيض قدمه

ومنه:

والشعر لا يطيعه من يظلمه ... يريد أن يعربه فيعجمه

أي: يأتي به أعجميًّا، يعني: يلحن فيه، وقيل: يريد أن يبينه فيجعله مشكلًا لا بيان له3.

وقالوا: العرب خلاف العجم، ورجل معرب، إذا كان فصيحًا وإن كان عجمي النسب. والإعراب الإبانة والإفصاح عن الشيء. وأن يعرب بن قحطان هو أول من تكلم بالعربية، وأول من انعدل لسانه عن السريانية إلى العربية، وبه سمي العرب عربًا. وقيل: "إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تلا {قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُون} ثم قال: "ألهم إسماعيل هذا اللسان العربي إلهامًا"، وقيل: إن يعرب أول من نطق بمنطق العربية، وإسماعيل هو أول من نطق بالعربية الخالصة الحجازية التي أنزل عليها القرآن4. إلى غير ذلك من أقوال تحاول ربط لفظة "العرب" بالإعراب والإفصاح والإبانة، وربط العربية -أي: لسان العرب- بقحطان، وبإسماعيل، ووراء كل هذه الأقوال المصطنعة عصبية تتحزب لقحطانية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015