ولفظة "سنة" من الألفاظ العربية القديمة، وترد في جميع لهجات الجاهليين، وهي من الألفاظ السامية التي ترد في كل لغاتها، مما يدل على أنها من الكلمات السامية القديمة. ويعبر عن كثرة السنين بمصطلحات، مثل: "عصر"، وهو كل مدة ممتدة غير محدودة تحتوي على أمم تنقرض بانقراضهم، وفي القرآن الكريم: {وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} 1. وقد ذهب بعض المفسرين إلى أن "العصر" الدهر2. وتقابل لفظة "العصر" لفظة "دور" عز وجلor في العبرانية. ومنها جملة "دور وآدهور" عز وجلor Wadhor، بمعنى الدهر والدهور، أي: الزمان الدائم. وذلك بالنسبة لله3. لأن الزمن لا شيء بالنسبة له. "لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم أمس بعد ما عبر وكهزيع من الليل"4، و"أن يومًا واحدًا عند الرب كألف سنة، وألف سنة كيوم واحد"5. وقد أيد القرآن الكريم هذا المعنى، فذكر أن الوقت لا شيء بالنسبة إلى أبديته: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} 6.
ولفظة سنة لفظة عربية شمالية، ترد في عربية القرآن الكريم، كما ترد في النصوص العربية الشمالية، مثل نص النمارة الذي يعود عهده إلى سنة "328" للميلاد، ونص "حران" الذي يعود تاريخه إلى سنة "568" للميلاد، أي: إلى عهد لا يبعد كثيرًا عن أيام مولد الرسول. وقد كتبت لفظة "سنة" على هذه الصورة "سنت"، أي: بالتاء المبسوطة. وقد وردت هذه اللفظة في الكتابات الصفوية وفي اللهجات العربية الشمالية الأخرى أيضًا7.
ولدينا لفظة أخرى مرادفة للسنة هي العام، فيقال: لعامنا هذا، أي: لسنتنا.