وألوان السحب، وقد علمتهم تجاربهم أن السحب البيضاء، لا تكون ممطرة، وأن السحب السوداء تكون هطلة، تهطل الأمراض وتغيث الناس1.

هذا وتجد للسحب أسماء كثيرة من حيث ترتيبها وأوصافها وقربها أو بعدها عن الأرض ومن حيث لونها واحتمال وجود الغيث فيها2. وفي كثرة هذه الأسماء دلالة على شدة اهتمام العرب بالسحاب لما له من أثر في حياتهم، لا سيما بالنسبة إلى نزول الغيث. فقد كانوا يستسقون بالنوء، ويرجعون سبب سقوط المطر إليه.

ولتعارض عقيدة الجاهليين هذه مع عقيدة الإسلام في الخلق والأسباب، جاء النهي عنها في الإسلام. ورد في الحديث: "من قال: سقينا بالنجم، فقد آمن بالنجم وكفر بالله"3. وجعلت الأنواء من الأمور الثلاثة التي عرفت بالجاهلية والتي نهى عنها الإسلام: الطعن في الأنساب والنياحة والأنواء4.

وكانوا يكرهون نوء السماك، ويقولون فيه داء الإبل، قال الشاعر:

ليت السماك ونوءه لم يخلقا ... ومشى الأفيرق في البلاد سلما5

والسماك، سماكان: الأعزل والرامح وهما نجما نيران: وسمي أعزل؛ لأنه لا شيء بين يديه من الكواكب، كالأعزل الذي لا رمح معه. ويقال: لأنه إذا طلع لا يكون في أيامه ريح ولا برد، وهو أعزل منها. وهو من منازل القمر، والرامح ليس من منازله ولا نوء له، وهو إلى جهة الشمال. والأعزل من كواكب الأنواء وهو إلى جهة الجنوب. وهما في برج الميزان. ويقول الساجع: إذا طلع السماك، ذهب العكاك، فأصلح قتاك، وأجد حذاك، فإن الشتاء قد أتاك6.

وقد تخصص قوم بالنوء، ورد أن "عمر بن الخطاب" "نادى العباس: كم بقي من نوء الثريا فقال: إن العلماء بها يزعمون أنها تعترض في الأفق سبعًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015