الأمراض التي تعدي، وتنتقل بالعدوى1. وذكر أهل الأخبار أن "الجارود العبدي"، وهو رجل من الصحابة من عبد القيس، إنما سمي "جارودًا" لأنه فر بإبله إلى أخواله من "بني شيبان" وبإبله داء، ففشا ذلك الداء في إبل أخواله فأهلكها، وفيه يقول الشاعر:
لقد جرّد الجارودُ بكر بن وائل
ولذلك سمي المشئوم جارودًا2
ومن أمراض الدواب مرض يقال له: "العقل"، يصيب رِجل الدابة، إذا مشت ظلعت، وأكثر ما يعتري في الشاء3. ومرض "الحلمة"، دودة تقع في جلدة الشاة الأعلى وجلدها الأسفل، وقيل: دودة تقع في الجلد فتأكله، فإذا دبغ وهي موضع الأكل وبقي رقيقًا. وقيل: القراد أول ما يكون صغيرًا قمقامة، ثم يصير حمنانة، ثم يصير قرادًا، ثم حلمة4.
وكانوا ينقون رحم الفرس أو الناقة من النطف، ويخرجون الولد من بطن الفرس أو الناقة ويعبر عن ذلك بلفظة "مسى"5.
ويذهب بعض الباحثين إلى أن لفظة "بيطار"، هي من أصل يوناني، هو6 Ippiyatros.
ومن الذين عرفوا بين الجاهليين بمعرفتهم بالبيطرة "العاص بن وائل"، وكان يعالج الخيل والإبل7. وقد برع البياطرة بمعرفتهم خاصة بالخيل والإبل؛ لأنها أثمن أموال العرب. وعناية العرب بالخيل، هي التي حملت الإسلاميين على وضع مؤلفات خاصة فيها. ومن جملة من ألف في الخيل "أبو عبيدة".