ابن عبد الله بن عمير بن وهيب بن حذافة"، وهو من البُرص، من مكة مخافة العدوى، فكان يكون بالليل في شُعَف الجبال، وبالنهار يستظل بالشجر1.

وأما الجذام، فإنه من الأمراض المعدية، وقد كان معروفًا بين الجاهليين، وقد ورد النهي عن الاختلاط بالمجذومين في حديث: "فر من المجذوم فرارك من الأسد" مما يدل على شدة عدواه واختلاط المجذومين بين الناس في ذلك العهد. وذك علماء اللغة أن الجذام علة تحدث من انتشار السوداء في البدن كله، فيفسد مزاج الأعضاء وهيأتها، وربما انتهى إلى تقطع الأعضاء وسقوطها عن تقرح2.

و"البهق"، هو مرض جلدي أيضًا، يترك بياضًا في الموضع المصاب من الجسد، وهو "زرعة" في العبرانية. ويدعى3 Laprosy.

وقد كانت أمراض الجلد من الأمراض المتفشية بالنسبة إلى تلك الأزمنة، لقلة العناية الطبية وللفقر وعدم توفر وسائل النظافة والتظيف بين معظم الناس. ولسوء تغذيتهم بسبب فقرهم العام.

و"السفعة" من أمراض الجلد، وهي سواد أو حمرة يعلوها سواد أو صفرة، تظهر في الوجه. وقد علل حدوثها بإصابة العين4. والثؤلول، بثر صغير صلب على صور شتى تصيب الجسد5. وقد مات "أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب" من ثؤلول كان برأسه، حلقه حلاق فقطعه فمات منه6.

ومن الأمراض الخطيرة التي أشير إليها في كتب الحديث والأخبار: الحمى، وقد كانت شديدة الانتشار في المدينة7، حتى أضعفت أجسام معظم أهل المدينة والمهاجرين. وهي علة يستحر بها الجسم وقد أهلكت كثيرًا من الناس، ولذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015