إن أشرب الخمر أشربها للذتها ... وإن أدعها فإني ماقت قال
لولا اللذاذة والفتيان لم أرها ... ولا رأتني إلا من مدى الغال
سئّاله للفتى ما ليس يملكه ... ذهّابة بعقول القوم والمال
مورثة القوم أضغاثًا بلا احنٍ ... مزرية بالفتى ذي النجدة الحال
أقسمت بالله أسقيها وأشربها ... حتى يفرق ترب القبر أوصالي1
وفيه يقول ذو الأصبع العدواني:
ومنّا حكم يقضي ... فلا ينقضي ما يقضى2
ومن حكمه: "الرأي نائم، والهوى يقظان، فمن هنالك يغلب الهوى الرأي"3. وله جواب على خطاب "صعدة بن معاوية" حين جاء إليه يخطب ابنته4.
وكانت له بنت عدت من حكيمات العرب، حتى جاوزت في ذلك مقدار "صحر بنت لقمان"، و"هند بنت الخس"، و"جمعة بنت حابس بن مُليل" الإياديين5.
وذكر أهل الأخبار أن من حكام تميم في الجاهلية: أكثم بن صيفي، وحاجب ابن زرارة، والأقرع بن حابس، وربيعة بن مخاشن، وضمرة بن ضمرة. ويذكرون أن "ضمرة" حكم، فأخذ رشوة، فغدر. والغدر عيب كبير، ومن أذم الصفات عند الجاهليين6.
وقد نسب أهل الأخبار حكمًا وأمثلة لأكثم بن صيفي، منها المثل: "مقتل الرجل بين فكّيه" يعني لسانه7، ومن الأقوال المنسوبة إليه، قوله: "تناءوا في الديار، وتواصلوا في المزار"8، وقوله: "تباعدوا في الديار تقاربوا في