الأكياس التي تملأ بالنقود أو بأي شيء آخر، وختموا زق الخمرة حتى لا يتطاول عليه متطاول. قال الأعشى:
وصهباء طاف يهوديها ... وأبرزها وعليها خَتَمْ1
كما ختموا الطعام بالروسم، وهو خشبة مكتوبة بالنقر. أو لويح فيه كتاب منقور، تختم به الأكداس2. وقيل له "الروشم" أيضًا في لغة السواد3. وكلمة "رشم"، تعني "كتب" في الإرمية. و"راشوم"؛ بمعنى لوح منقوش تختم به البيادر في لغة بني إرم، Rouchmo، وتعني علامة4.
وكان من عادتهم ختم الأمور المهمة أيضًا خشية ضياعها أو التطاول عليها أو لحفظها. فلما كتب أهل مكة فيما بينهم كتابًا يتعاقدون فيه ألا يناكحوا بني هاشم وبني المطلب ولا يبايعوهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم حتى يُسلّموا إليهم محمدًا. كتبوا بذلك صحيفة ختموا عليها ثلاثة خواتيم، وعلقوها في سقف الكعبة5. ويظهر أنهم بعد أن كتبوا الصحيفة وضعوها في ظرف ثم سدّوه وختموا عليه ثلاثة خواتيم، حتى لا يفتح الظرف. أو أنهم طووها بعد أن كتبوها ثم ختموا عليها حتى لا تفتح، فلما أرادوا فتحها وجدوا أنها قد تهرأت وتلفت من فعل لعب الأرضة بها. ويجوز أنهم ختموا عليها ثلاثة خواتيم. بخواتيم الكتبة الثلاثة الذين نسبت كتابتها إلى كل واحد منهم، بحسب اختلاف الروايات. وهم: منصور بن عكرمة بن عامر بن هاشم، أو النضر بن الحارث، أو بغيض بن عامر بن هاشم.