ونرى أبياتًا أخرى من هذا النوع من الفخر، في مكان آخر من هذا الكتاب، نسبها أيضًا لهذا الشاعر، هي هذه:

فنحن بنو قحطان والملك والعلا ... ومِنَّا نبي الله هود الأخاير

وإدريس ما إن كان في الناس مثله ... ولا مثل ذي القرنين أبناء عابر

وصالح والمرحوم يونس بعد ما ... ألات به حوت بأخلب زاخر

شعيب وإلياس وذو الكفل كلهم ... يمانون قد فازوا بطِيب السَّرائر1

ونرى أبياتًا أخرى نسبها "الهمداني" إلى "حسان" أيضًا، فيها فخر بقحطان وبقوم الشاعر، رواها على هذا النحو:

فمن يَكُ عنا معشر الأزد سائلًا ... فإنا بنو الغوث بن نبت بن مالك

ابن زيد2 بن كهلان نما سبأ له ... إلى يشجب فوق النجوم الشوابك

ويعرب ينميه لقحطان ينتمي ... لهود نبي الله فوق الحبائك

يمانون عاديون لم يلتبس بنا ... مناسب شابت من أُلَى وأولئك3

والأبيات المذكورة لا يمكن أن تكون من نظم حسان، فأسلوبها غير أسلوبه في شعره، وفي بعضها ركة وضعف، ولفظة "المرحوم" من الاصطلاحات الحادثة المتأخرة4، كما أن التفاخر بالأنبياء المذكورين لم يكن معروفًا على عهده.

وأما الشعر المبتدئ بهذا البيت:

فمن يك عنا معشر الأزد سائلًا ... فإنا بنو الغوث بن نبت بن مالك

ففيه إضافات لا نجدها في الديوان.

وفي المضاف إليه تباين ظاهر مع أسلوب حسان في شعره، وركة بينة، وطابع الصنعة ظاهر عليه. وقد ورد في ديوانه على هذا النحو:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015