بالخط الرهاوي, وقلم آخر استعملوه للكتابات السريعة. ولا أستبعد احتمال كتابة أهل الأنبار أو أهل الحيرة أو غيرهم من عرب العراق بالقلمين معًا. القلم الذي دعاه البطليوسي بالمشق, وهو على حد قوله قلم أهل الأنبار, والقلم الحيري, وهو الجزم على رأيه أيضًا. ويذكر أن القلم السطرنجيلي قد استنبط في مطلع القرن الثالث للميلاد. وقد استنبطه "بولس بن عرقا" أو "عتقا الرهاوي". وشاع استعماله بين الناس1.
هذا وللعلماء المسلمين مؤلفات في تأريخ الخط العربي وتطوره, ولهم نظريات وآراء في منشأ الخط, منها آراء تنسب إلى "ابن الكلبي", وهو في مقدمة علماء الأخبار في هذا الباب, وإلية يرجع أكثر من جاء بعده في رواية أخباره عن منشأ الخط, وعن كيفية تطوره حتى بلغ مبلغه هذا في الإسلام. ومنها آراء تنسب إلى غيره كابن عباس2.
ونستطيع تلخيص وجهات نظرهم في منشأ الخط العربي في الملخصات الآتية:
1- كان منشأ الخط في اليمن, ثم انتقل منه إلى العراق حيث تعلمه أهل الحيرة, ومنهم تعلمه أهل الأنبار, ومنهم تعلمه جماعة نقلوه إلى الحجاز. فالأصل, على رأي هؤلاء, هو القلم المسند وكان كما يقولون بالغًا مبلغ الإتقان والجودة في دول التبابعة, لما بلغت من الحضارة والترف3.
2- أول من كتب الخط العربي حمير بن سبأ, وكانوا قبل ذلك يكتبون بالمسند, سمي بذلك لأنهم كانوا يسندونه إلى "هود"4.
3- أول ما ظهرت الكتابة العربية بمكة من قبل "حرب بن أمية" وقد