أو سبع وخمسين، أو تسع وخمسين1. وروي أنه كان أول من كتب له من قريش2.

وهناك رواية يرجع سندها إلى "أنس بن مالك"، تذكر أن "رجلًا كان يكتب لرسول -الله صلى الله عليه وسلم- فكان إذا أملى عليه سميعًا عليمًا، كتب سميعًا بصيرًا. وكان قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان من قرأهما قرأ قرآنًا كثيراً، فتنصر الرجل، وقال إنما كنت أكتب ما شئت عند محمد.. قال: فمات"3. ولا نعرف كاتبًا ينطبق عليه هذا الوصف سوى "عبد الله بن سعد بن أبى سرح". فهو المراد بهذه القصة. وهي قصة لا يمكن أن تكون صحيحة؛ لأن ارتداد "عبد الله" إنما كان بمكة، فدليل النص عليه في سورة الأنعام4، وهي سورة مكية، فكيف يكون قد قرأ سورة البقرة وآل عمران، ثم تنصر، وهما سورتان مدنيتان.

وفي "عبد الله" نزلت الآية: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} ، أو قال: أوحي إلي ولم يوح إليه شيء. ومن قال: سأنزل مثل الذي أنزل الله"5، على رأي أكثر المفسرين. "كان يكتب للنبي -صلى الله عليه وسلم- وكان فيما يملي عزيز حكيم، فيكتب غفور رحيم، فيغيره، ثم يقرأ عليه كذا وكذا لما حوّل، فيقول نعم سواء. فرجع عن الإسلام، ولحق بقريش. وقال لهم: لقد كان ينزل عليه عزيز حكيم، فأحوّله ثم أقول لما أكتب، فيقول: نعم سواء. ثم رجع إلى الإسلام قبل فتح مكة". وورد في رواية أخرى: "وكان يكتب للنبي -صلى الله عليه وسلم- فكان إذا أملى عليه سميعًا عليمًا، كتب هو عليمًا حكيمًا، وإذا قال عليمًا حكيمًا، كتب سميعًا عليمًا، فشك وكفر. وقال: إن كان محمد يوحى إليه، فقد أوحي إلي وإن كان الله ينزله، فقد أنزلت مثل ما أنزل الله. قال محمد: سميعًا عليمًا. فقلت أنا: عليمًا حكيمًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015