الكتاب، فعلّما أهل "مكة"1. وقد ذكر "السيوطي" عن "أبي طاهر" السلفي في "الطيوريات" بسنده عن "الشعبي"، أنه "قال: أول العرب الذي كتب بالعربية حرب بن أمية بن عبد شمس". تعلم من أهل الحيرة، وتعلم أهل الحيرة من أهل الأنبار2.
ولو أخذنا برأي من قال: إن "حرب بن أمية" أو "أبو سفيان بن أمية"، هما أول من علم أهل مكة الكتابة، نكون قد جعلنا "بني أمية" أول من أدخل القلم إلى مكة، بفضل تعليم "بشر" لهم هذا القلم. ومنهم انتشر بين أهل مكة في عهد غير بعيد عن أيام النبي.
وذكر أن في جملة من كان يكتب قبل الإسلام "عمرو بن عمرو بن عدس"3.
وذكر "ابن النديم" أن "أسيد بن أبي العيص" كان من كتّاب العرب. وذكر أنه كان في خزانة "المأمون" كتاب بخط "عبد المطلب بن هاشم" في جلد أدم، فيه ذكر حق "عبد المطلب بن هاشم" من أهل مكة على فلان بن فلان الحميري، من أهل وزل صنعا عليه ألف درهم فضة كيلًا بالحديدة ومتى دعاه بها أجابه. وكان الخط شبه خط النساء4.
وكان "حنظلة بن أبي سفيان" ممن يحسن الكتابة والقراءة بمكة. فقد ورد في الأخبار أنه كتب من مكة إلى والده "أبو سفيان"، وكان إذ ذاك مع العباس بن عبد المطلب بنجران، يخبره خبر الرسول5. وكان والده يكنى به. وقد قتله "علي بن أبي طالب" يوم "بدر"6.
وكان "بغيض بن عامر بن هاشم" من كتّاب قريش قبل الإسلام. وهو الذي كتب الصحيفة على بني هاشم7. وورد أن "أبا الروم بن عبد شرحبيل" واسمه "منصور بن عكرمة" هو الذي كتب الصحيفة8.