العربية أن الأتون لفظة معربة. وأنها تطلق على أخدود الجبار والجصاص وأتون الحمّام1.

وقد كان الجاهليون يدهنون الجرار أحيانًا, لسدّ مساماتها لمنع السوائل من السيلان منها, فكانوا يضعون النبيذ فيها مثلًا والسمن وأمثالهما. وصانعها هو الجرّار2. وقد كان أهل يثرب يحملون الخمر في جرار حمر, يطلقون عليها اسم "الحنتمة", وذكر أن "الحنتم" الخزف الأخضر أو كل خزف3. وورد: الحنتم جرار مدهونة خضر كانت تحمل إلى المدينة فيها الخمر ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله حنتم. وقد نهي عن الدباء والحنتم. وإنما نهي عن الانتباذ فيها؛ لأنها تسرع الشدة فيها لأجل دهنها. وقد أشير إليها في شعر للنعمان بن عدي:

من مبلغ الحسناء أن حليلها

بميسان يسقى من رخام وحنتم4

وطالما استعملت الجرار لخزن الأشياء النفيسة فيها مثل: الذهب والنقود والحلي وما شاكل ذلك, إذ توضع هذه الأشياء في داخل جرة ثم تسد وتدفن حتى لا يقف عليها اللصوص والطامعون في المال. وقد عثر الجاهليون والمسلمون على كنوز كانت مخبأة في جرار طمرت تحت التراب.

والقلال من صنع الخزف. وعرفت القلة بأنها الحب العظيم, وقيل: الجرة العظيمة, أو الجرة عامة. وقيل: الكوز الصغير. وذكر أنها إناء للعرب كالجرة الكبيرة, إلى غير ذلك من آراء, يظهر من غربلتها أن القُلة جرة كبيرة, بدليل ما ورد عنها في الحديث من إشارات تفيد كلها أن القُلة كبيرة. وقد اشتهرت "هجر" بقلالها, فقيل: "قلال هجر". وهجر قرية قريبة من المدينة, وليست هجر البحرين. وكانت تعمل بها القلال. واشتهرت الأحساء بقلالها أيضًا5.

وعرف "الحُب" بالجرة الضخمة وبالحابية, وبأنه الذي يجعل فيه الماء. وذكروا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015