وهو مقسم في الداخل إلى قسمين. يكون القسم الواحد غرفة يفصل بينهما حائط يبلغ ارتفاعه ستة أقدام من مدخل البناء. ويتكون السقف من حجارة عرضها قدمان. ونجد جوانبه ثلاثة أهرام للزخرفة. وعلى البناء كتابة قبورية تشير إلى القبر1.
ولتخليد ذكرى صاحب القبر, ولوقوف الناس عليه, استخدم العرب الجنوبيون كغيرهم شواخص قبور, هي عبارة عن أعمدة من الحجر رباعية أو غير رباعية يكتب في أعلاها اسم المتوفى. وقد يصور تحت الكتابة صورة تمثل الميت, أو ترمز إلى شيء ديني. وقد عثر "كلاسر" على عدد من هذه الشواهد القبورية في مأرب2.
وقد تكون الشواخص على هيئة صخور مستطيلة, يكتب عليها اسم صاحب القبر. وقد تزخرف هذه الصخور. وتنتهي الكتابة بلفظة "صلم" في بعض الأحيان, بمعنى صنم, أي: صورة, ويراد بها صورة المتوفى, أو الرمز الدال على شيء مقدس. وقد تدوّن الكتابة في القسم الأسفل من الشاهد, وتحفر الصورة في القسم الأعلى منه. وعثركلاسر أيضًا على نوع آخر ساذج من الشواهد, هو عبارة عن نصب يشتمل على الكتابة وتحتها عينان فقط3. وتثبت هذه الشواهد في الأرض. وقد وجد لبعضها حافة رقيقة كحد السكين, وذلك لتسهيل تثبيتها في الأرض, ومقاومتها لعبث الهواء والآفات الأخرى فيها4.
ويقال للقبر "مثبر" و"هقبر" "القبر" في اللحيانية5. وقد عثر المنقبون على أحجار قبور, كتبت عليها أسماء الموتى, وصورت عليها صور تشير إلى الميت, وحفرت عليها بعض الرموز والإشارات المستعملة في طقوسهم الدينية.
وقد وجدت في المقبرة الملكية لملوك أوسان تماثيل لبعض ملوك هذه الأسرة الصغيرة التي حكمت مملكة أوسان, وقد كتبت على قاعدة التماثيل أسماء الملوك, ويتبين من وجودها في هذه المقبرة, أن آل الميت دفنوا مع الملك المتوفى تمثالًا