ولم يقتصر عمل الحائك على حياكة الأقمشة ونسجها وحدها، بل شمل عمله كل شيء يحاك، مثل: البسط والطنافس والسجاجيد و"الدرانك" التي هي نحو من الطنافس والبسط, ويذكر علماء اللغة أن اللفظة من المعربات. وذكر بعض العلماء أن "الدرنوك" و"الدرموك" ضرب من الستور والفرش، يكون فيها الصفرة والخضرة، وقال بعض آخر: إنه ضرب من الثياب له خمل قصير كخمل المناديل، وبه شبه فروة البعير, وورد أنه الطنفسة والبسط ذات الحمل, وقد تكون كبيرة تفرش البيت1. والأنماط، وهي ضرب من البسط2، وضرب من الثياب المصبغة، وثياب من صوف تطرح على الهودج3, والنساجة وهي ضرب من الملاحف المنسوجة4. والقطيفة وهي دثار مخمل, وقيل: هي كساء مربع غليظ له خمل ووبر5, والوسادة وهي المخدة6. والنمرقة وهي الوسادة، وقيل: الصغيرة منها، أو هي الميثرة، وتوضع على الرحل كالمرفقة، غير أن مؤخرها أعظم من مقدمها, ولها أربعة سيور تشد بآخرة الرحل7.
وهناك حرفة أخرى لها علاقة بالنساجة والحياكة، هي الخياطة8. وحرفة الخياط تحويل الأقمشة إلى كسوة، وصنع الثياب والعمائم بتفصيل القماش وقصه ثم خياطته على وفق القياس المطلوب. وهي حرفة تروج في المدن, أما في البادية، فتقوم المرأة بعمل الضروريات، ويلتجئ الرجال إلى القرى والمدن في شراء ما يحتاجون إليه من ثياب. ونجد بين أسماء الثياب ما هو معرب، مما يدل على أنه منقول مستورد، وأن الخياطين الجاهليين قد رأوه فقلدوا صنعه.
كذلك نجد بين أسماء أجزاء الثوب أسماء معربة. فذكر علماء اللغة أن "الدخريص" و"التخريص" من المصطلحات المعربة، وأن أصلها فارسي، وهي تعني "البنيقة" و"اللبنة". وقد وردت "الدخارص" في شعر منسوب إلى الأعشى9.