و"Himation" عند اليونان1، وتلبس فوق الألبسة. ويكون بعضها ثقيلًا يصنع من الوبر أو الصوف، ويستعمل في الشتاء خاصة وفي الأوقات الباردة، وبعضها خفيفًا، يصنع من الصوف أو من شعر الماعز, وتستعمل في الأوقات التي لا يكون فيها البرد شديدا وفي أيام الصيف. وقد يستلقى عليها الإنسان، فتكون بمثابة فراش له. وقد تصنع العباءة من قطعتين من القماش، وقد تصنع من قطعة واحدة, وهي أحسنها وأغلاها. وتكون عباءة الأغنياء والرؤساء من قماش جيد منسوج نسجا خاصا, محلاة في الغالب من ناحية العنق والصدر والجهة العليا من اليدين بخيوط من الحرير أو الذهب يروفها "الروَّاف"، بأشكال متعددة, فيختلف سعرها لذلك باختلاف الجهد الذي بذله الرواف في تطريزها وفي زخرفتها.

وتصنع أحسن العباءات من الوبر2, وقد تفنن فيها، وتخصصت بعض الأماكن بنسجها. ولا تزال هذه الصناعة باقية تدرُّ على أصحابها ربحًا يتعيشون منه، كما تصنع من أوبار الجمال أشياء أخرى عديدة. على أن القرن العشرين قد علّم سكان الجزيرة تصدير الوبر إلى الخارج, إلى المعامل الحديثة لاستعماله مع الأصواف في صناعة الغزل والنسيج.

والشملة: كساء دون القطيفة يشتمل به كالمشمل. والمشملة عند العرب مئزر من صوف أو شعر يؤتزر به، فإذا لفق لفقين، فهي مشملة يشتمل بها الرجل إذا نام بالليل. وقيل: المشملة والمشمل: كساء له خمل متفرق يلتحف به دون القطيفة, واشتمل الثوبَ: أداره على جسده كله حتى لا تخرج منه يده3.

وقد ذكر أن الجاهليين كانوا يستوردون الجبب والأردية والأقمصة والأقمشة من بلاد العرب والشام، وكانت غالية الثمن وذات قيمة عندهم؛ لحسن صنعتها وإتقان قماشها. وقد كانت للرسول جبة من صنع بلاد الشام4، وكان له طيلسان مدبج، أي: منقوش الأطراف بالديباج5. وفي جملة ما استورد من مصر من ألبسة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015