بصنع الأحذية. وذكر بعض العلماء أن بعض هذه الأدوات المصنوعة مثل "الرسن"1 هي من الألفاظ المعربة، وأن "الرسن" لفظة فارسية الأصل، وقد عربت في الجاهلية. وتصنع "القباب" من الأدم خاصة2, وقد تكون كبيرة، ولكنها ذات أحجام مختلفة.
ومن الأدوات المصنوعة من الجلد "الجلبان"، وهي شبه جراب من الأدم، يوضع فيه السيف مغمودًا، ويطرح فيه الراكب سوطه وأداته، ويعلقه بآخر الرحل وواسطته3, والغرز وهو ركاب الرحل الذي تركب به الإبل، ويصنع من الجلد؛ فإذا كان من خشب أو حديد فهو ركاب4, والسقاء وهو ظرف الماء إذا كان من جلد5، ويكون في الغالب من جلد رقيق6, والركوة دلو صغير يشرب فيه، ويصطحب في الأسفار7, والكنانة وهي الجعبة التي يكون فيها النشاب8، والقفَّاز ويعمل لليدين وقد يحشى بالقطن وتكون له أزرار يزر بها على الساعدين من البرد, وقد كان يستعمله النساء9. وأما "الأرندج" و"اليرندج" فذكر الجواليقي أنها لفظة معربة، وأن أصلها "رندة"، وهي كلمة فارسية، ويراد بها الجلد الأسود المدبوغ بالعفص حتى يسود. وقد وردت لفظة "أرندج" في شعر منسوب إلى الأعشى10.
وتصنع الهمايين من الجلود أيضا, وقد اشتهرت همايين عجر. واللفظة من الألفاظ المعربة عن الفارسية11, ويراد بالهميان الكيسُ تجعل فيه النفقة ويشد على الوسط.