إذا ما مات ميت من تميم ... فسرَّك أن يعيش فجيء بزاد
بخبز، أو بلحم، أو بتمر ... أو الشيء الملفف في البجاد
يريد: وطب اللبن، وأراد الأحنف قول خداش بن زهير: يا شدة ما شددنا.. البيت. وحتى قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لكعب بن مالك الأنصاري: "أترى الله نسي قولك؟ يعني:
زعمت سخينة أن سَتَغلب ربها ... وليغلبنّ مغالب الغلاب1".
وورد في بعض الروايات أن البيت المتقدم هو من شعر حسان بن ثابت2.
ومن المآكل التي يأكلها أصحاب العيال إذا غلب عليهم الدهر: النفيتة، وهي الحريقة، أن يذر الدقيق على ماء أو لبن حليب حتى تنفت، ويتحسى من نفتها، وهي أغلظ من السخينة. وقد قيل عنها: حساء بين الغليظة والرقيقة3. والحريقة اسم مرادف للنفيتة4.
ومن المآكل الحدرقة, وهي دقيق يلقى على ماء أو على لبن فيطبخ, ثم يؤكل بتمر أو يحسى وهو الحساء، فهي مثل السخينة والنفيتة والخزيرة والحريرة. وقيل: الحريرة أرق منها5, و"النجيرة": العصيدة, وهي لبن وطحين يخلطان6. ومنها "الصحيرة"، وهي اللبن يغلى ثم يذر عليه الدقيق, ومنها "العكيسة", وهي لبن يصب عليه الإهالة وهي الشحم المذاب. ومنها "الغريقة"، وهي حلبة تضم إلى اللبن والتمر وتقدم إلى المريض والنفساء، ومنها "الرغيدة" وهي اللبن الحليب يغلى ثم يذر عليه الدقيق حتى يختلط فيلعق7.
ومن مآكلهم: "الأصية"، وهي دقيق يعجن بلبن وتمر، ومنها "الرهية"، وهي برّ يطحن بين حجرين ويصب عليه لبن. ومنها "الوليقة" وهو طعام