الساج والأبنوس والعندل, ونوع هو من حاصل أرض جزيرة العرب وناتجها. وهو دون الخشب الأول في المقاومة والجودة، وفي الاستفادة منه في أعمال النجارة؛ لأن معظمه ليس من النوع الناضج الغليظ الصلد القوي، لا يصلح إلا للأعمال النجارية الاعتيادية وللوقود، ما خلا أنواعًا قليلة منه استخرجت من بعض الأماكن مثل "النضار"، وهو خشب غليظ بعض الشيء ينبت شجره في غور الحجاز، وبعض أشجار اليمن والمناطق الجبلية الأخرى1.
وترد في كتابات المسند كلمة "عضم" "عض"، ويراد بها "الخشب" في لهجتنا2. ترد في كتابات البناء بصورة خاصة، أي: الكتابات التي هي عبارة عن وثيقة بناء، إذ كان أرباب الدور والأبنية يذكرون المواد التي استخدموها في البناء، وفي جملة ذلك الخشب, وقد وردت لفظة "العضم" في كتب اللغة بمعنى خشبة ذات أصابع يُذرَى بها الطعام3. ويشترك العبرانيون مع العرب الجنوبيين في تسمية الخشب بـ"عض"4.
وقد استخدم الخشب في تقوية الجدر، استخدموا الخشب القوي الصلد منه. ولا تزال آثاره باقية ظاهرة فيما تبقى من أبنية الجاهليين، وبعضه قوي لم يَعِثْ به الزمن فسادًا ولم يَفْنِهِ، كما استخدم في صنع السقوف والأبواب وفي تقوية السلالم، وفي صنع الشبابيك وأمثال ذلك من الأعمال التي تدخل في صلب البناء، وتكون جزءًا منه. وقد استورد معظم هذا الخشب الصلد القوي: الساج5 والأبنوس والصندل6 من الهند ومن أفريقية؛ لعدم وجوده في جزيرة العرب، ولا تزال آثاره وقطع منه باقية, على الرغم من مرور مئات من السنين عليه.
واستخدم الخشب في صنع أثاث البيت وفي كثير من الأدوات المستخدمة في حياة الإنسان. وقد عثر على بعض مصنوعات من الخشب استخدمت أثاثًا، تدل على مهارة صناعها وعلى حسن تصرفهم في صنعها وفي هندستها. ويعبر عن الأثاث في المعينية بلفظة "رثد", وهي في مقابل متاع, وتؤدي أيضًا معنى التنظيم