و"العربون": ما عقد به البيع1, ويعبر عنه بـ"عربن" في المسند, وتقابل هذه اللفظة لفظة "العربان" في عربية القرآن الكريم2. وهو ما يقدمه المشتري للبائع لعقد البيع، إذا كان البيع نسيئة، حتى يسلم تمام الذي اتفق عليه. ولهذا لا يكون عربونا إذا تم البيع يدا بيد، أي: إذا دفع الثمن كاملا في مجلس البيع، وتم البيع والاستلام، إذ لا حاجة عندئذ إليه؛ لأن العربون وديعة تقدم للائتمان، لتكون وثيقة للبيع، ولقبول المشتري السلعة، فلا يحق له النكول عن البيع وإلا خسر عربونه، وليكون ضمانًا للبائع على البيع، فإذا نكل المشتري وامتنع عن الشراء خسر عربونه، وصار حقه للبائع بدل النكول. ولهذا يكون العربون في الغالب مبلغًا يرضي البائع، أي: متناسبًا مع قيمة البيع3.
وكما يكون "العربون" في البيع يكون في الإجارة، وفي العمل. وذلك أن يقدم الرجل رب العمل أو المال إلى الصانع أو التاجر ليرتبط العقد بينهما حتى يتوافيا بعد ذلك4. فإذا أخلف رب العمل أو المال في وعده وخاس في عهده، صار العربون من حق الصانع أو التاجر.
ويعبر عن العربون بلفظة "ودعت" في المسند, ويراد بها الوديعة5, والوديعة في عربيتنا: ما استودع. يقال: استودعه مالًا وأودعه إياه: دفعه إليه ليكون عنده وديعة6. فالوديعة في هذه العربية قد تؤدي معنى العربون، وقد تؤدي معنى الرهن والرهينة، وقد تؤدي معنى الاستيداع مطلقًا، أي: إيداع شيء عند شخص