فقصدها المبشرون للاتصال بالقبائل وللتأثير في بعض أفرادها لإدخالهم في دينهم. وفي كتب السير, أن الرسول نفسه كان يخرج في المواسم؛ لعرض نفسه على القبائل، ولهدايتهم إلى الإسلام.
ومن أشهر أسواق العرب عند ظهور الإسلام: "سوق دومة الجندل"، و"سوق هجر"، و"سوق عمان"، و"سوق المشقر"، و"سوق عدن أبين"، و"سوق صنعاء"، و"سوق حضرموت"، و"سوق ذي المجاز"، و"سوق مجنة"، و"سوق عكاظ"، و"سوق حباشة"، و"سوق صحار"، و"سوق بدر"1، و"سوق بني قينقاع"، و"سوق الشحر"، و"سوق عثر"، وأسواق محلية أخرى تأتيها القبائل والعشائر للامتيار. وقد ذكر بعض أهل الأخبار أن أسواق العرب الكبيرة كانت في الجاهلية ثلاث عشرة سوقًا، وأولها قيامًا: دومة الجندل2.
وذكر "الهمداني"، أن من أسواق العرب القديمة: عدن، ومكة، والجند، ونجران، وذو المجاز، وعكاظ، وبدر، ومجنة، ومنى، وحجر اليمامة، وهجر البحرين3, وسوق "همل" من الخارف ببلد حاشد4. وهناك أسواق أخرى عديدة وردت أسماؤها عرضًا في روايات أهل الأخبار.
أما "دومة الجندل"، فكانوا ينزلونها أول يوم من شهر ربيع الأول، يجتمعون في أسواقها للبيع والشراء والتبادل. وكان أكيدر صاحب دومة الجندل يرعى الناس ويقوم بأمرهم أول يوم، وتدوم سوقهم إلى نصف الشهر, وكان "أكيدر" يعشر الناس. وربما يتولاها بنو كلب الذين يأتونهم متأخرين، فيتولونها، وتدوم عندئذ إلى آخر الشهر، ويتولون هم حينئذ تعشير الناس5. ويعرف البيع فيها بـ"بيع الحصاة"، وهو نوع من أنواع المقامرة أبطله