"جرش" نحو أربعة عشر ميلًا، ومنه إلى "كتنة" "كثبة"، ثم إلى "الثجة"، ثم "سروم راح" "شروم راح"، ثم إلى "المهجرة"، وفيما بين "سروم راح" والمهجرة طلحة الملك، شجرة عظيمة تشبه الغرب غير أنها أعظم منه، وهي الحد ما بين عمل مكة وعمل اليمن1, وكان النبي حجز بها بين اليمن ومكة2.

ومن "المهجرة" يتجه الطريق إلى "عرقة", وهو أول عمل اليمن، ثم إلى "صعدة"، وهي مدينة يدبغ فيها الأدم، واشتهرت بالنعل3, ولصعدة مخاليف، وقرى كثيرة. وقد ذكر "قدامة" أن أكثر تجار "صعدة" من أهل البصرة، وطريق منها للبصريين يرجع إلى "ركبة" "الركيبة", مما يدل على أن التجارة كانت متينة بين أهل اليمن وبين أهل البصرة في الإسلام. ومن يدري، فلعل هذه التجارة تعود إلى ما قبل تأسيس البصرة، أي: إلى ما قبل الإسلام.

ومن صعدة، يتجه الطريق إلى "الأعمشية"، ومن الأعمشية إلى خيوان، قرية جبلية الماء من السماء، وفيها كروم، ومن خيوان إلى "أثافت"، وهي قرية عظيمة وفيها زروع وكروم، وماء الشرب من بركة4. ثم إلى صنعاء5.

والطريق المذكور، هو الطريق الذي عليه الأميال، وهو طريق العوامل والعمال6. فهو الطريق المسلوك الذي يمر به البريد.

وذكر العلماء أن أهل "صنعاء" كانوا إذا أرادوا مكة قصدوا "الرحابة"، ثم إلى "رافدة"، ثم إلى "خيوان"، ثم إلى "صعدة"، ثم إلى "النضج"، ثم "القصبة"، ثم "الثجة", ثم كثبة "كتنة"، ثم بنات حرم "بنات حرب", ثم جسداء، ثم بيشة، ثم تبالة، ثم رنية، ثم الزعراء، ثم صفر، ثم الفتق، ثم بستان ابن عامر، ثم مكة7.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015