ولما عاد "عمرو بن أمية الضمري" من مكة، وكان قد وجهه الرسول لقتل أبي سفيان، خرج إلى "التنعيم"، ثم أخذ طريق "الصفراء"، ثم "غليل ضجنان"، ثم أخذ المحجة، ثم "النقيع" حتى وصل المدينة1. و"التنعيم" على ثلاثة أمثال أو أربعة من مكة، وهو أقرب أطراف الحل إلى البيت، على يمينه جبل نعيم وعلى يساره جبل ناعم، والوادي اسمه "نعمان"2. و"الصفراء" وادٍ بين مكة والمدينة، وراء بدر مما يلي المدينة3, و"ضجنان" غليل يظهر من وصف خبر رجوع "عمرو بن أمية" إلى المدينة، أنه بعد الصفراء، ذكر أنه موضع أو جبل بين مكة والمدينة، ويظهر أن العلماء كانوا قد اختلفوا في تعيين مكانه4. و"النقيع" هو "نقيع الخصمات" الذي حماه "عمر" لنعم الفيء وخيل المجاهدين, فلا يرعاها غيرها. وورد في الحديث: "أول جمعة جمعت في الإسلام بالمدينة في نقيع الخضمات"5. ويظهر من شعر لمعبد بن أبي معبد الخزاعي، أن ماء "ضجنان" بعد ماء "قديد"6.
ولما سار الرسول إلى "بني لحيان"، خرج من المدينة فسلك على "غراب" جبل بناحية المدينة على طريقة إلى الشام، ثم على "مخيض"، ثم على "البتراء", ثم صفق ذات اليسار، ثم على "يين"، ثم على "صخيرات اليمام"، ثم استقام به الطريق على المحجة من طريق مكة، حتى نزل على "غُران" وهي منازل بني لحيان, و"غران": وادٍ بين "أمج" و"عسفان" إلى بلد يقال له "ساية". ثم سار الرسول حتى نزل "عسفان"، ثم بعث فارسين من أصحابه حتى بلغا كُراع "الغميم"، ثم "كرا"، ثم قفل الرسول راجعًا إلى المدينة7.