تقل وتكثر على قدر الجبال التي تنقر فيها. وهي بيوت في غاية الحسن, فيها بيوت وطبقات محكمة الصنعة, وفي وسطها البئر التي كانت تردها الناقة1. وهي قرية لا تزال معروفة مسكونة"2.
ثم إلى "وادي القرى"، فتمر القوافل في قرى عديدة، ثم إلى "الرحيبة"، ثم إلى "ذي المروة"، وهو قرية بين "ذي خشب" و"وادي القرى"3، ثم إلى "المر"، ثم إلى "السويداء"4، ثم إلى "ذي خشب"5، وهو وادٍ على مسيرة ليلة من المدينة، ذكر في الأحاديث والمغازي ويقال له: "وادي خشب"، فيه عيون6، ثم إلى المدينة7.
ولما سار الرسول إلى "تبوك" نزل "ذا خشب"، ثم "ثنية الوداع"، ثم مرَّ بوادي القرى، ثم بالحجر، ثم تبوك8.
وهناك طريق يمتد من "أيلة" إلى "حقل"، ثم "مدين", ثم إلى الأغواء، ثم إلى "الكلابة"، ثم إلى "شغب"، ثم إلى "بدا". وشغب: موضع ذكر في حديث الزهري، أنه كان له مال بشغب وبدا، وهما موضعان كانا في الشام، وبه كان مقام "علي بن عبد الله بن عباس" وأولاده إلى أن وصلت إليهم الخلافة. وبشغب مات الزهري، وهو "أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري"، المدني, مات سنة "124هـ" في أمواله بها. وذكر أنه قبر بأداما، وهي خلف شغب وبدا، وهي أول عمل فلسطين وآخر عمل الحجاز، وبها ضيعة "الزهري" التي كان فيها9.
ومن "بدا" يتجه الطريق إلى "السرحتين"، ثم إلى "البيضاء"، ثم إلى "وادي القرى"، ثم إلى "الرحيبة"، ثم إلى "ذي المروة"، ثم إلى "المر"، ثم إلى "السويداء"، ثم إلى "ذي خشب"، ثم إلى المدينة،