ذلك عامة زادهم؛ فلذلك سميت غزوة السويق1.
وقد غزا الرسول "بني سليم" مرة أخرى, فسار إليهم حتى بلغ موضع "بحران" معدنًا بالحجاز من ناحية الفرع، فلما لم يجد أحدًا منهم، وكانوا قد تفرقوا, رجع عنهم. ويظهر أن قريشًا كانوا قد جاءوا إليهم، واتفقوا معهم على مهاجمة المدينة، بدليل ما ورد في خبر هذه الحملة من أنه "غزا يريد قريشًا وبني سليم"2.
و"بحران": موضع بناحية الفرع من الحجاز، به معدن للحجاج بن علاط البهري3. و"الفرع" بالحجاز من أضخم أعراض المدينة4.
وهذا الطريق هو الطريق الذي كان أهل مكة في الجاهلية يسلكونه إلى العراق. ولما خافت قريش طريقها الذي كانت تسلكه إلى الشام حين كان من وقعة "بدر" ما كان، قررت سلوك طريق العراق، أي: هذا الطريق، واستأجرت لها دليلا خريتا بالطرق عالما بها، هو "فرات بن حيان"، وخرجت القافلة تحمل مالًا كثيرًا، فيه فضة كثيرة وهي معظم تجارتهم، سلكت طريق "ذات عرق"، ثم خرج الدليل بهم إلى "غمرة"، وانتهى إلى النبي خبر العير وفيها المال الكثير، فأرسل "زيد بن حارثة" على سرية، التقت بالقافلة بموضع "القردة"، فظفر بالعير, وأفلت أعيان القوم, وأتى بدليلها أسيرًا، وخمست الغنائم، فبلغ الخمس عشرين ألف درهم5.
وقد ذكر "الهمداني" أسماء منازل طريق الكوفة -يثرب، والكوفة- مكة على هذا النحو: الكوفة، فالقادسية، فالمغيثة، ثم القرعاء، ثم واقصة، ثم العقبة, ثم القاع، ثم زبالة، ثم الشقوق, ثم البطان، ثم الخزيمية، ثم الأجفر، ثم فيد، ثم توز، ثم سميراء، ثم الحاجر، ثم معدن النقرة، ثم العسيلة، ثم بطن نخل، ثم الطرف، ومنه إلى المدينة.