الله وخمسمائة راحلة، وكان أكثر ماله من التجارة. وذكروا أنه أعتق ثلاثين ألف نسمة وأنه أوصى لكل من شهد بدرًا بأربعمائة دينار، فكانوا مئة رجل1. وذكروا أنه كان تاجرًا مجدودًا في التجارة، وكسب مالًا كثيرًا، وخلف ألف بعير وثلاثة آلاف شاة، ومائة فرس ترعى بالبقيع، وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحًا فكان يدخل منه قوت أهله سنة. وذكروا أنه صالح امرأته التي طلقها في مرضه من ثلث الثمن بثلاثة وثمانين ألفًا، وقيل عن ربع الثمن من ميراثه. ورووا أنه أعتق في يوم واحد ثلاثين عبدًا. وأنه كان يقول: "قد خشيت أن يهلكني كثرة مالي. أنا أكثر قريش كلهم مالًا"2.
وكان "أبو بكر" تاجرًا معروفًا بالتجارة بمكة قبل الإسلام، ولقد بعث النبي وعنده أربعون ألف درهم، ولما أسلم كان يعتق منها ويعول المسلمين، حتى قدم المدينة بخمسة آلاف3.
وكان "طلحة بن عبيد الله بن عثمان" القرشي التيمي، من تجار مكة، ولما قدم المدينة مهاجرًا، أخذ يتاجر مع "الشأم"، وذكر أنه اشترى مالًا بـ"بيسان"، وأن غلته تبلغ ألفًا وافيًا كل يوم. والوافي في وزنه وزن الدينار، وعلى ذلك وزن دراهم الفرس التي تعرف بالبغلية. وقد ساهم في حرب الجمل، التي وقعت سنة ست وثلاثين4.
والزبير من رعيل التجار كذلك، وكان تاجرًا مجدودًا في التجارة، كان له ألف مملوك يؤدون إليه الخراج5، وله أرضون واسعة وأموال طائلة.