في قبة من أدم حمراء، أمر الملك بضربها له، إكرامًا له، وكان الملك إذا فعل ذلك برجل، عرف قدره مكانته، فالتقى بـ"مسافر"1.

وكان أبو سفيان –كما يقول أهل الأخبار- تاجرًا يجهز التجار بماله وأموال قريش إلى الشأم وغيرها من أرض العجم، وكان يخرج أحيانًا بنفسه، وكانت إليه راية الرؤساء المعروفة بالعقاب، وكان لا يحبسها إلا رئيس، فإذا حميت الحرب اجتمعت قريش فوضعت تلك الراية بيد الرئيس. وكان صديقًا للعباس ونديمه في الجاهلية2.

وكان "مسافر بن أبي عمرو بن أمية"، وهو من رجال قريش جمالًا وجودًا وشعرًا، ومن فتيانها، ممن يتاجرون مع العراق، ويربح من تجارته هذه ربحًا طيبًا، وكان هلاكه بالعراق. فقد كان قد خرج في تجارة إلى الحيرة، فهلك بها عند "النعمان بن المنذر"، ورثاه "أبو طالب"3.

وكان "عبد الله بن جدعان" من أثرياء مكة ومن تجارها. ذكر أنه تاجر مع الحيرة. ويظهر مما ذكرها أهل الأخبار عنه، أنه كان ثريًّا جدًّا، وربما عد أثرى قريش في أيامه، وإليه تنسب قصة إدخال "الفالوذج"، إلى أهل مكة، حيث يذكرون أنه تعلمها من أهل العراق، وجاء ومعه طباخ خاص ليطبخ له طبيخ الحيرة وأهل فارس.

وكان "العاص بن وائل بن هاشم" السهمي من تجار مكة، الذين رحلوا بتجارتهم إلى خارج مكة. وكان من أشراف قريش. وقد مات بالأبواء4. ولعله كان خارجًا في تجارة له فمات هناك. ومن ولده "عمرو بن العاص". وقد أسلم هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة معًا5. وكان تاجرًا كذلك ويذكر "ابن كثير" أن "عمرو بن العاص" وفد على "مسيلمة"، وذلك بعد ما بعث رسول الله وقبل أن يسلم عمرو، فقال له مسيلمة ماذا أنزل على صاحبكم في هذه المدة؟ فقال: لقد أنزل عليه سورة وجيزة بليغة، فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015