الكتاب المذكور الذي لا نعرف اسمه اليوم إلى اسم القيصر، بل اكتفى بذكر اللقب فقط، وهو "قيصر"، وهو كما نرى لقب عام، يطلق على كل من يحكم انبراطورية الرومان. وقد ذهب بعض الباحثين إلى عدم إمكان التفكير في القيصر "أغسطس"، وإلى احتمال كونه قيصرًا آخر، وقد يكون بالإضافة إلى ما ذكرته "نيرو" أو "تراجان"، أو "سبتيموس سويرس" "سبتيميوس سفيروس" "Septimius Severus"1.
واهتم "تراجان" بأمر التجارة البرية والبحرية، جعل أرض النبط ولاية خاصة دعاها: "الكورة العربية" أو "المقاطعة العربية" "صلى الله عليه وسلمrabia Provincia" وذلك سنة "106" للميلاد. واهتم بالطرق البرية، فأصلح طريقًا مهمة تمر من دمشق إلى أيلة فبصرى والبتراء، وهي طرق قديمة ومعروفة، بالنسبة للاتجار مع بلاد العرب، وكانت في حاجة إلى عناية وإصلاح ووضع معالم. واعتنى بميناء "أيلة" فعمره ووضع إدارة "كمركية" فيه، وجعله من الفرض المهمة في خليج العقبة، بل والبحر الأحمر، وأصلح القناة القديمة بعد أن تراكمت فيها الأتربة حتى سدت مجراها، وحفر قسمًا جديدًا من طرفها الغربي، أوصلها بالنيل عند "بابلون" "رضي الله عنهabylon"، موضع مصر القديمة. وبذلك سهل الاتصال بالفرع الغربي للنيل المؤدي إلى الأسكندرية، وبرز ميناء "القلزم" "Clysma" حيث التقت قناة تراجان بالبحر الأحمر2.
وعثر على كتابة دونها قوم من أهل تدمر، اشتغلوا بالملاحة في البحر الأحمر، أشادوا بفضل القيصر "هدريان" هدريانوس" "117-138م" عليهم3. وتدل هذه الكتابة على اشتراك التدمريين في الملاحة، مع أنهم من أهل مدينة صحراوية، عماد حياتها التجارة بالبضائع الواردة إليها بالطرق البرية.
وقد توغل الملاحون في أيام أسرة "انطونينوس" "صلى الله عليه وسلمntonines" "98-192م". حتى أدركوا موضع "رهابتا" على مقربة من "زنجبار" في السواحل الإفريقية، ووصلوا إلى سواحل الصين في آسية. وهذا هو سر وجود أسماء مواضع في جغرافيا