ودون الذراع، وربما أثارته الدواب بحوافرها1. والباثر من الماء البادي من غير حفر. والبثر أرض سهلة رخوة. وذكر بعض علماء اللغة أن البثور الأحساء وهي الكرار2. وذكر بعضهم أن "الكرار" البثر، أو الحسي، أو موضع يجمع فيه الماء الآجن3.

وقد تنبع العيون في مواضع رملية، فلا تمكن الناس من الاستفادة من الماء فائدة كبيرة تخرج من جوف رمل من أعذب ما يكون من العيون وأكثرها ماءً، تجري في رمل فلا تمكن الزراعين عليها إلا في مواضع يسيرة من أحناء الرمل، فيها نخيل، وتتخذ البقول والبطيخ. وتسمى هذه العيون "البحير"4.

وتكون تربة الرحبة خصبة، ولهذا صارت مواطن صالحة للزراعة لو استنبطت مياهها التي في جوف الأرض القريبة من السطح، لأفادت في توطين الأعراب. والرحبة في تعريف علماء اللغة "من الوادي مسيل مائه من جانبيه فيه. جمعه رحاب. وهي مواضع متواطئة يستنقع الماء فيها، وهي أسرع الأرض نباتًا، تكون عند منتهى الوادي وفي وسطه، وقد تكون في المكان المشرف يستنقع فيها الماء وما حولها مشرف عليها، ولا تكون الرحاب في الرمل، وتكون في بطون الأرض وفي ظواهرها"5. والرحبة الأرض الواسعة المنبات. ومن الرحاب المشهورة: "الرحبة" حذاء القادسية، وواد قرب صنعاء، وناحية بين المدينة وبلاد الشأم قرب وادي القرى، ورحب باليمامة، تعرف برحبة الهدار، وصحراء بها أيضًا فيها ماء وقرى6. وقد وجدت كتابات جاهلية في بعض هذه الرحاب، تشير إلى سكن أناس فيها ونزولهم هناك قبل الإسلام.

والنقرة الوهدة المستديرة في الأرض ليست بكبيرة يستنقع فيها الماء7.

و"الحفر" الموضع فيه ركايا محفورة، يستقى منها الماء. منها "حفر ضبة"، وهي ركايا بناحية "الشواجن" بعيدة القعر عذبة الماء8. والشواجن، واد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015