ويسقى الزرع في جزيرة العرب، إنا بالسيح، والسيح الماء الجاري الظاهر على وجه الأرض1. ويقال له: "المسقوي"2. وأما بماء المطر، أي بما تسقيه السماء، ويقال له: "المظمى"3، وإما من الآبار، أي بالدلاء، وقد تستخدم النواعير في رفع الماء من الأنهار إلى السواقي لتجري إلى المزارع، أي بالطرق الفنية التي يستخدمها الإنسان في تسخير الماء في خدمته.
ويقال لما سقته السماء من النخل "العثري". وقيل "العثري" هو من الزرع ما سقي بماء السماء والمطر وأجري إليه الماء من المسايل، وقيل النخيل التي تشرب بعروقها من ماء المطر4. وفي هذا المعنى "العذي"، والعذي أيضًا الموضع الذي ينبت في الشتاء والصيف من غير نبع ما، وقيل العذي: الزرع الذي لا يسقيه إلا المطر5. وقد اتخذت المرتفعات وذرى الجبال قرى ومزارع، صارت زراعها أعذاء، لا تسقى6. و"عمد" الأرض التي تسقى بماء السماء في لغة المسند7. ونقرأ لفظة "أعذاء" في كتب من وصف جزيرة العرب ومواضعها وزروعها8، وقد قصدوا بها زروع نبتت على ماء السماء.