وراجت في الإسلام؛ وذلك للأسباب المذكورة، ومروجوها وناشروها هم زمرة تحدثت عنهم في مواضع متعددة من هذا الكتاب.
ونحن لا يهمنا هنا من الأنساب الواردة في التوراة إلا الأنساب المتعلقة بالعرب وبالشعوب العربية، ومعنى هذه الأنساب الخاصة بذرية "سام" و"كوش", ويهمنا من ذرية "سام" ذرية "إرم" و"لود" و"أرفخشذ"، حيث ألحق النسابون بهؤلاء قبائل العرب. أما أشور و"عيلام"، وهما بقية أبناء "سام"، فليس لذريتهم علاقة بالعرب، فليس لنا كلام عنهم في هذا المكان.
وأولاد سام في التوراة، هم خمسة: "عيلام"، و"أشور"، و"أرفكشاد"، و"لود"، و"أرام"1. وقد ضبط الأخباريون الأسماء على هذه الصورة: "أشوذ"، و"أرفخشذ"، و"عليم" "عويلم" "عيلم"، و"لاوذ" و"إرم"2, وأضافوا إليهم "عابرًا"، فصيروه أخًا للمذكورين وابنًا من أبناء "سام". أما في التوراة فإن عابرًا هو حفيدُ حفيدِ "سام"، وليس بابن له، وقد سِيقَ نسبه فيها على هذه الصورة: "عابر بن شالح بن أرفكشاد بن سام", وكان إبراهيم هو السابع من أعقابه3.
ونجد الطبري يروي في مكان من تأريخه, أن أولاد سام هم: "أرفخشذ بن سام، وأشوذ بن سام، ولاوذ بن سام، وعويلم بن سام"4، فهم أربعة. وقال بعد اسم "عويلم بن سام" مباشرة: "وكان لسام إرم بن سام"5 مما يدل على أن المورد الذي نقل منه الطبري روايته لم يكن على علم تام بخبر أم "إرم"، ويؤيد هذا الاستنتاج قوله: "قال: ولا أدري إرم لأم أرفخشذ وإخوته أم لا؟ 6". وقد قال هذا المورد: إن أم أبناء سام المذكورين هي: