ويظهر أن "الرز" لم يكن من الحبوب المعروفة عند أهل الحجاز، أو الأماكن الأخرى من جزيرة العرب. وهو من طعام الحضر.
وقد تعود الناس استعمال حبوب أخرى بدلًا من الحنطة والشعير والذرة، وذلك في سي الفاقة والعوز. وبعض هذه الحبوب هو من الحبوب التي تنبت بالطبيعة. ومن جملة هذه الحبوب "الطهف"، حب يؤكل في المجهدة ضاو دقيق. لونه أحمر، ويختبز1. و"العلس"، وهو حبة سوداء، إذا أجدبوا طحنوها وأكلوها. وقيل هو ضرب من الحنطة، يكون بناحية اليمن، وقيل هو طعام أهل صنعاء. ويقال إنه العدس2. و"البيقية"، وهو حب أخضر يؤكل مخبوزًا ومطبوخًا، حبه أكبر من الجلبان ينبت في الحروث3. و"السلت"، وهو حب بين الشعير والبر، إذا نقي انجرد قشره، فكان مثل البر. وقيل شعير لا قشر له أجرد، كأنه الحنطة يكون بالغور والحجاز4. ويقال للرطب من السلت: "البيضاء"5.
وقد عرفت زراعة الذرة باليمن بصورة خاصة، كانوا يخبزونها ويستخرجون منها شرابًا يقال له: "المزر". أشير إليه في كتب الحديث والفقه، وقد نهى الرسول عن شربه6. وذكر أن المزر نبيذ الذرة والشعير والحنطة والحبوب، وقيل نبيذ الذرة خاصة، وقيل المزر من الذرة، والبتع نبيذ العسل، والجعة نبيذ الشعير، والسكر من التمر، والخمر من العنب7.