وعادة أخذ الغلام إذا ثغر، السن الساقط ووضعه إياه بين السبابة والإبهام، واستقبال الشمس، وقذف السن في عينها، لا تزال معروفة حتى الآن، وهم يقولون في ذلك: "ابدليني بسن أحسن منها، ولتجر في ظلمها إياتك"1، أو "أبدليني أحسن منها، أمن على أسنانه العوج، والفلج، والثعل". قال طرفة:

بدلته الشمس من منبته ... بردا أبيض مصقول الأشر2

واعتقد قوم منهم أن من ولد في القمراء، تقلصت غرلته، فكان كالمختون3. واعتقدوا أن طول الغرلة من تمام الخلقة وأقرب ما يكون إلى السؤدد4.

ومن عقائدهم، أن المولود إذا ولد يتنا، كان ذلك علامة سوء، ودليلا على الفساد، واليتن خروج رجل المولود قبل رأسه5.

ومن عقائدهم أن الرجل كان إذا ظهرت فيه القوباء عالجها بالريق، وإذا أصيب أو أصيبت دابته بالنملة، وخط عليها ابن المجوسي إذا كان من اخته تبرأ وتنصلح وترأب6.

وزعموا أن من أصيب بـ "الهدب"، وهو "العشا" يكون في العين، عمد إلى سنام فقطع منه قطعة، ومن الكبد قطعة، وقلاهما، وقال عند كل لقمة يأكلها بعد أن يمسح جفنه الأعلى بسبابته:

فيا سناما وكبد ... ألا اذهبا بالهدبد

ليس شفاء الهدبد ... إلا السنام والكبد

ويزعمون أن ذلك بالعشا بذلك7.

وقد زعم الجاهليون أن الطاعون الذي كان يقع كثيرًا في الجاهلية فيحصد الناس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015