وإذا غاب الإنسان، فلم يقفوا على أثره، ففي الوسع الاهتداء إليه، وذلك بأن يذهبوا إلى بئر قديمة أو حفر قديم، ثم ينادوا في البئر أو الحفر اسم الغائب ثلاث مرات، فإن سمعوا صوتا علموا أنه حي معافى، وإن لم يسمعوا شيئًا علموا أنه قد مات1.

وإذا أراوا ضمان عدم رجوع الثقلاء ومن لا يرغب في عودتهم، فإن الثقيل إذا غادر المحل، عمد صاحب البيت والمكان إلى كسر شيء من الأواني أو رمى حجرا خلفه، وفي ذلك ضمان بألا يعود2.

ومن خرافاتهم أن أحدهم كان إذا اشترى دارا أو استخرج ماء عين أو بنى بنيانا وما أشبهه، ذبح ذبيحة للطيرة. وقد عرفت عندهم بـ "ذبائح الجن". وكانوا يفعلون ذلك مخافة أن تصيبهم الجن وتؤذيهم. وقد نهي في الإسلام عن ذبائح الجن3.

وأوجدوا لدوام الحب علاجا، هو شق الرداء والبرقع. زعموا أن المرأة إذا أحبت رجلا أو أحبها ثم لم تشق عليه رداءه، ويشق عليها برقعها، فسد حبهما، فإذا فعل ذلك دام حبهما4.

وإذا صعب على المرأة العثور على خاطب لها، فإن في الإمكان تيسير ذلك بنشر جانب من شعرها، وتكحيل إحدى عينيها، وتحجيل إحدى رجليها، ويكون ذلك ليلا، ثم تقول: "يا لكاح، أبغي النكاح، قبل الصباح"، فيسهل أمرها، وتتزوج عن قريب5.

ومن آرائهم أن الرجل منهم إذا عشق ولم يسل وأفرط عليه العشق، حمله رجل على ظهره كما يحمل الصبي، وقام آخر فأحمى حديدة أو ميلا وكوى به بين إليتيه فيذهب عشقه6.

ولدوام الحب بين الرجل والمرأة، يشق الرجل برقع من يحبها وتشق المرأة رداءه، فيصلح حبهما ويدوم، فإن لم يفعلا ذلك فسد حبهما7.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015