جماعة أخرى هي من نسل "نزار بن معيص بن عامر بن لؤي" من قريش1.

ويرى "ليفي ديلافيدا" أيضا أن ما ورد في شعر "أمية بن أبي الصلت" من شعر، نسب فيه ثقيفًا إلى نزار2، وما ورد في قصة "الأقرع بن حابس التميمي" من ذكر "نزار"، لا يمكن أن يبعث الثقة إلى النفوس ولا الاطمئنان إلى القلوب، بل يظهر أن ما ورد إنما وضع لأغراض واضحة هي على زعمه إلحاق نسب ثقيف بنزار، وقد كان ذلك موضع جدل في ذلك العهد، وإثبات نسب "بجيلة" وهو نسب كان موضع جدل أيضا3.

أما أنا، فأرى أن "نزارًا" من القبائل التي كانت معروفة في القرن الرابع بعد الميلاد، بدليل ورود اسمها في النص المعروف بـ"نص النمارة" الذي وضع على قبر "امرئ القيس"، ويعود عهده إلى سنة "238" للميلاد. فقد ذكرت في جملة القبائل التي خضعت لحكمه, ولكن النص لم يتحدث عن نسب نزار ومواضعها في ذلك الزمن. وفي الجملة: إنها ذكرت مع قبيلة "أسد".

وتتألف القبائل النزارية من ربيعة ومضر وإياد وأنمار4، على رأي من جعل أنمارًا ابنًا من أبناء نزار. فأما إياد، فقبيلة كانت مواطنها تهامة إلى حدود نجران، ثم انتشرت بسبب حروب وقعت بينها وبين ربيعة ومضر، فارتحل قسم منها إلى العراق، وانضم قسم آخر إلى قضاعة وأقام بالبحرين، وسكن قسم منها في "وادي بيشة"، وهاجر آخرون إلى بلاد الشام5.

وقد كانت رئاسة مضر إلى ربيعة في أيام "كليب بن ربيعة"، المعروف أيضا بـ"كليب وائل"6. وقد كانت مضر وربيعة متجاورتين ومتحالفتين، ودليل ذلك اقتران اسم إحداهما بالأخرى، وجعل أهل الأنساب مضر شقيقًا لربيعة غير أن تحاسدًا شديدًا كان يقع بين سادات مضر وسادات ربيعة، وطالما كانت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015