بسنداد بين الحيرة والإبلة1. وهو من منازل إياد أسفل سواد الكوفة، وكان عليه قصر تحج العرب إليه2.
وكان بنجران بيت عبادة عرف بـ"كعبة نجران". وهو بناء بُني على هيئة الكعبة. وفي رواية تنسب لابن الكلبي أنها كانت قبة من أدم من ثلاث مائة جلد، كان إذا جاءها الخائف أمن. أو طالب حاجة قضيت، أو مسترفدًا رفد3. ويستخلص من الأخبار الواردة عن هذه الكعبة ومن أسماء أصحابها ومن كونهم أساقفة أنها كانت بيعة أسسها النصارى في مركز النصرانية في اليمن، وهو موضع نجران، وأنه لا علاقة له بالوثنية. ويذكر الأخباريون أن بني عبد المدان بن الديان الحارثي أقاموها هناك، مضاهاة للكعبة4. وقد ذكر "ابن الكلبي" أن كعبة نجران لم تكن كعبة عبادة، وإنما كانت غرفة يعظمها القوم من بني الحارث بن كعب5. وبنو الحارث بن كعب هم رؤساء نصارى نجران.
وذكر بعض أهل الأخبار أن كعبة نجران وكانت لمذحج وبني الحارث بن كعب، عرفت بـ"الربة"6.
وقد ذكر "ابن الكلبي" أن رجلًا من جهينة يقال له عبد الدار بن حُديب أراد بناء بيت بأرض من بلادهم يقال لها الحوراء ليضاهي به الكعبة حتى يستميل به العرب، فأعظم قومه ذلك، وأبوا عليه7. ونجد في كتاب "الأصنام" لابن الكلبي وفي كتب أهل الأخبار أسماء مواضع ذكر أنها كانت بيوت عبادة حج إليها العرب حجهم لمكة. وذكر أن قريشًا بَنَتْ للعزى بيتًا بوادي حراض بإزاء الغمير، وحمت له شعبًا من وادي حراض يقال له سقام، يضاهون به.