وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} 1. ففي هذا النص دلالة على أن الجاهليين من غير قريش لم يكونوا يدخلون السعي بينهما في شعائر الحج أو العمرة، وأن الله أمر بإدخاله فيهما. أما موقف الجاهليين بالنسبة لطواف العمرة، فهو نفس موقفهم بالنسبة للطواف بالبيت في أثناء الحج، والفرق بين الحج والعمرة، أن الحج هو الإحرام ثم الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة وقضاء مناسك عرفة والمزدلفة والوقوف بالمواضع التي أمر بالوقوف بها، بينما العمرة الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة2، فلا يكون موقف عرفة من العمرة، وكان الجاهليون يحلقون رءوسهم للعمرة، ويكون حلق الرأس علامة لها. فإذا وجدوا رجلًا وقد حلق رأسه علموا أنه من "العمار"، فلا يمسونه بسوء، إلا إذا مس أحدًا بسوءٍ احترامًا للعمرة ولشعائر الدين3.

والفرق بين العمرة والحج في الإسلام، أن العمرة تكون للإنسان في السنة كلها، والحج في وقت واحد في السنة. وتمام العمرة أن يُطاف بالبيت، ويُسعى بين الصفا والمروة، والحج لا يكون إلا مع الوقوف بعرفة يوم عرفة وإجراء بقية المناسك4.

وتقبيل الأحجار والأصنام واستلامها في أثناء الطواف أو في غير الطواف من الشعائر الدينية عند الجاهليين. كان في روعهم أن هذا التقبيل مما يقربهم إلى الآلهة، ويوصلهم إليها، فتقربوا إليها ونصبوها في مواضع ظاهرة، ومسحوا أجسامهم بها تبركًا وكلمة "تمسح" من الكلمات التي لها معانٍ عند الجاهليين، وكذلك كلمة "استلم" و"استلام" عند أهل مكة خاصة حيث استعملت بالنسبة للحجر الأسود. وطريقتهم أن يمر الإنسان يده على الحجر المقدس أو أن يمسه بها إن صعب استلامه كله. وقد يعوض عن ذلك بعصا يمدها الإنسان إلى الحجر حتى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015