العرب، والظاهر أنه كان من الآلهة العربية القديمة، وقد بقي معبودًا حتى الإسلام: وهو من الأصنام المذكورة في القرآن1. وقد نعت بـ"أفكل" وورد اسمه في الأعلام اللحيانية المركبة2. وتعبد له تميم، وطيء، والخزرج، وهذيل ولخم، وقريش، وأقيم له صنم في دومة الجندل، صنع على هيئة إنسان. ويرى البعض أنه الإله "أدد" عند ثمود. ويظن أن الصنم "قوس" يرمز إليه، ويرى بعض الباحثين أن "نسرًا" والصنم "ذو غابت" يرمزان إليه كذلك3.

وقد نعت "ود" في بعض النصوص العربية بـ"نحسطب" "نحس طب"، ومعناه "الحية الطيب" "الحية الطيبة"؛ لأن الحية رمز للإله "ود"4.

ويظن أن اللحيانيين كانوا يتعبدون لهذا الإله منذ كانوا في مواطنهم الأولى، فلما هاجروا إلى "ديدان" لم ينسوه، ولكنهم بقوا يتعبدون له ويتقربون إليه؛ لأنه إله الآباء والأجداد وإله لحيان الأكبر، كما تفعل بقية القبائل في اتخاذ إله الآباء والأجداء الإله الأول للقبيلة، والصنم الأكبر بين الأصنام5.

وأما "بعل سمن" أي "رب السماء"، فقد تحدثت عنه، ووجدنا أنه كان معبودًا عند العرب الجنوبيين، والغالب أنهم أخذوا عبادته من العرب الشماليين. وقد كان له معبد في "ديدان" وقد نعت معبده بـ"أحرم" "أحرام" بمعنى "الحرم" أي حرم الإله "بعل سمين" "رب السماء"6 وتعبد له "النبط" وكانوا قد أقاموا له مبعدًا في "سيع"، وذلك فيما بين السنة 33/ 32-12/ 12 قبل الميلاد7.

والظاهر أن اللحيانيين قد أخذوا هذا الإله من النبط، وقد تشرف أحدهم بتسمية نفسه بـ"عبد سمن" أي "عبد السماء"8. وقصد بـ"سمن" الإله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015