وعبر عن الشمس بـ"ذت بعدن" "ذات بعدان" كذلك، أي ذات البعد. وهي كنية قصد بها الشمس حينما تكون بعيدة عن الأرض أي في أيام الشتاء. وقد استدل على ذلك بجملة وردت في نصوص المسند، هي: "بعلمن بعدن وقرين"، أي "بالعالم البعيد والقريب"، بمعنى في الماضي والحاضر1. وقصد بذلك الشمس في هذا الوقت من السنة حيث تكون أشعتها غير محرقة ولا شديدة مؤذية للناس2. وأنا لا أستبعد أن يكون المراد من ذات البعد، الآلهة التي تشمل برحمتها وبركتها الأبعاد، أي المسافات الواسعة والأماكن البعيدة فضلًا عن القريبة أو الآلهة البعيدة عن الناس التي لا يمكن أن يصل إليها أحد.
وكني عن الشمس في النصوص القتبانية بكنى أخرى، منها: "ذت صنتم"، "ذات صنتم"، "ذات صنت"، و"ذت رحبن"، "ذات رحبان" "ذات الرحاب"، و"ذت صهرن" "ذات الصهر"3. و"ذت غدرن" أي "ذات الغدر" و"ذات الغدران"، و"ذت برن"، "ذات بران"، "ذات البر"، و"ذت ضهرن"، "ذات ضهران"، و"ذ محرضو ومشرقتن"، أي ذات اللون الذهبي المشرق، و"مشرقتن"، بمعنى الغروب والشروق، و"تدن" "تدان" "تدون"، و"تنف" وذلك في الكتابات السبئية، و"ذت حسولم" "ذات حسول" أي شمس الشتاء، وذلك في النصوص المعينية4.
وقد عرف إله حضرموت الرئيس بـ"سن" "سين"، وهو القمر. وهو إله شعب حضرموت الخاص. وقد نعت بنعوت، مثل "ذ علم"، أي "ذو العلم"، بمعنى العالم، وبنعوت أخرى. وورد اسمه في كتابات عثر عليها في "يحا" بالحبشة5.
و"عثر" من الآلهة التي ورد اسمها في نصوص كثيرة من نصوص المسند.