وفيها قال قيس بن عاصم، وقيل عطارد بن حاجب بن زرارة:

أضحت نبيتنا أنثى نطيف بها ... وأصبحت أنبياء الله ذكرانا

يا لعنة الله والأقوام كلهم ... على سجاح ومن بالإفك أغرانا

أعني مسيلمة الكذاب لا سقيت ... أصداؤه ماء مزن حيثما كانا1

ولما قتل "مسيلمة" رثاه بعض شعراء بني حنيفة بقوله:

لهفي عليك أبا ثمامة ... لهفي على ركني تهامة

كم آية لك فيهم

كالشمس تطلع من غمامة2 ... قتله "وحشي" قاتل حمزة3

وذكر أهل الأخبار أن "مسيلمة" كان قد تزوج "كبشة بنت الحارث بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس"4 كيسة بنت الحارث بن كريز بن حبيب بن عبد شمس"5، ثم تركها فخلف عليها" "عبد الله بن عامر بن كريز"، فولدت له. ويظهر أنها لم تلد من "مسيلمة".

والذي يقرأ ما ذكره "الطبري" عن "مسيلمة" وعن صلة "نهار" به، يخرج بصورة تظهره شخصًا جاهلًا بليدًا، يحركه ويوجهه "نهار" حيث يريد، لا يفهم ولا يعقل، ولا يعرف كيف يتصرف، ولا يتخذ رأيًا حتى يشير عليه "نهار" به "فكان نهار الرجال بن عنفوة لا يقول شيئًا إلا تابعه عليه"6.

وهي صورة تخالف ما نقرؤه عنه في الموارد الأخرى. ولو كان "مسيلمة" على نحو ما صوره الطبري، لما التفت حوله "بنو حنيفة" ولما استماتوا في الدفاع عنه. ولما ضحى "الرحال بن عنفوة" و"محكم بن الطفيل" وغيرهما بأنفسهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015