تعني ربًّا في لغة أهل اليمن، أو أن المراد ببعل صنم1.
ومن رأي "روبرتسن سمث" Robertson Smith أن العرب اقتبسوا المعنى الديني لبعل من الأقوام السامية المجاورة لهم مثل سكان "طور سيناء" أو موضع آخر، أخذوه من تلك الأقوام التي عرفت باشتغالها بالزراعة، ولا سيما زراعة النخيل، وأن هذا المعنى دخل إليهم بدخول زراعة النخيل إلى بلاد العرب، وأنه استعمل عند العرب المزارعين. أما البدو والرعاة، فإنهم لم يستخدموا تلك اللفظة بالمعنى المذكور2. وهو رأي يخالف رأي بعض المستشرقين من أمثال "نولدكه" Noldeke و"ولهوزن" Wellhousen الذين يرون أن عبادة "بعل" هي عبادة سامية قديمة كانت معروفة عند قدماء العرب منذ أقدم العهود3.
ويرى بعض المستشرقين أن لفظة "بعل" أطلقت خاصة على الأرض التي لا تعتمد في زراعتها على الأمطار أو على وسائل الري الفنية، بل على المياه الجوفية وعلى الرطوبة في التربة، فينبت فيها خير أنواع النخيل والأثمار، فهي تمثل الخصب والنماء، والظاهر أن الساميين كانوا يخصصون أرضهم بالآلهة، لتمن عليهم بالبركة واليمن، فتكون في حمى ذلك الإله "بعل الموضع الفلاني" صارت جملة "بعل سميم" "بعل سمن" "بعل سمين" تعني "رب السماء"، ويعني بذلك المطر الذي هو أهم واسطة من وسائط الإسقاء والخصب والنماء في جزيرة العرب وفي البلاد التي يسكنها الساميون4. ورأى مستشرقون آخرون أن جملة "أرض بعل" تعني الأرض التي تُسقى بالأمطار5.
وذكر العلماء أن لفظة "الآل" بمعنى الربوبية، واسم الله تعالى. وأن كل اسم آخره "أل" أو "إيل" فمضاف إلى الله تعالى، ومنه "جبرائيل" و"ميكائيل" وذكر أن "أبا بكر" "لما سمع سجع "مسيلمة"، قال: هذا كلام لم يخرج من آل ولا بر، أي لم يصدر عن ربوبيه6. وقد ذهب