و"سعد ود" و"سعد اللات" و"نصر اللات" و"عائذ الله" و"عبد ود"، وغير ذلك، وقد يحدث العكس، فتسقط الكلمة الأولى، وتبقى الكلمة الثانية التي هي اسم الإله ويصير هذا الاسم اسمًا لشخص أو لأسرة أو لقبيلة، مثل: مناف، وغنم، وشمس، وإساف، ونائلة، وزهرة، وقيس، وعطارد، وهبل، وجد، وأمثال ذلك. فإن هذه هي أسماء آلهة في الأصل، سبقت بكلمات مثل "عبد"، ثم أهملت هذه الكلمات الأولى، وبقيت أسماء الآلهة حية، ولكنها صارت أسماء لأشخاص وأسر وقبائل، تسبقها لفظة "بنو" في بعض الأحيان، لتدل على الانتماء إلى ذلك الاسم1. ولهذا الانتماء أهمية كبيرة في نظر الباحثين في فلسفة الأديان وتأريخها.
ويلاحظ أن بعض الأعلام المركبة المبتدأة بـ"عبد" مثلًا، لا تتكون كلمتها الثانية من اسم إله، إنما تكون اسم موضع أو اسم شخص أو اسم جماد، مثل: عبد حارثة، وعبد المطلب، وعبد أمية، وعبد الدار، وعبد الحارث، وعبد الحجر، وما شاكل ذلك. ولبعض العلماء تفاسير وتعليلات في العوامل التي أدت إلى هذه التسميات. منها أن بعض هذه الأسماء هو لآلهة قديمة، نسيت فظن أنها أسماء أشخاص: وأن بعضًا آخر منها هو أسماء أشخاص كانت لهم قدسية أو منزلة خاصة، فتبرك الناس بتسمية أولادهم عبيدًا لهم، وهو شيء يحدث حتى الآن؛ إذ نقول عبد المسيح، وعبد الرسول، وعبد علي، وعبد الأمير، وعبد الزهرة، وعبد محمد، وأن بعضًا آخر هو مسميات لمجتمعات، مثل: عبد أهله، وعبد العشيرة، وسعد العشيرة، أو أنه نسبة إلى طوطم أو جماد مقدس في نظر الناس2.
وقد قضى الاسلام على الأسماء الوثنية، كما قضى على كثير من معالم الجاهلية، فاستبدل من أسلم اسمه الجاهلي الذي له صلة بصنم أو بشرك باسم إسلامي، وبذلك زالت تلك التسميات. كما زالت أكثر التسميات اليهودية والنصرانية بدخول أصحابها في الإسلام. وهذا شيء مألوف في تأريخ الإنسان. فقد قضت اليهودية على الأسماء الوثنية القديمة، وعوضت عنها بأسماء يهودية ذات صلة بالتوراة. وقضت النصرانية على الأعلام الوثنية. أو طورتها لتكون ملائمة مع النصرانية، وهكذا